Friday 21 August 2015

قصة من شمال القوقاز-إمام شامل الداغستاني

https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/680900965379677

عندما حاصره الروس قرر الاسسلام وكان له نائب شيشاني بعين واحدة ورجل واحدة ويد واحدة فناداه لكي يلتفت فيقتله من الأمام لكنه لم يلتفت، ولما وصل للقوات الروسية حياه القائد وأخذه معززا مكرما إلى القيصر فأقعده القيصر مع البطريارك في قصره، وسأله شامل لماذا لم تتزوج فقال: "اقتداء بالمسيح"، فقال له: "وهل كان المسيح يعيش في قصر فخم كهذا آنيته وأدواته من الذهب ولديه الخدم والحشم والحراس؟"، وبقي مكرمًا تسع سنوات من قبل القيصر والقادة. ثم طلب من القيصر أن يسمح له بالحج فوافق وقدم له الدعم والمرافقة، ولولا القيصر لما استطاع الحج فكان الحج حينذاك مكلفا وخطيرا ومسيرا بلا مواصلات. وعاش هناك حتى الممات ولا زالت حتى الآن توجد العديد من الأغاني القوقازية التي تمجد شجاعته ويضعون صوره على وسائط النقل وواجهات المحلات، علما أن داغستان جزء من روسيا الاتحادية. 
هذه المعاملة الحسنة التي تلقاها من قبل الروس رغم تاريخه االمرير معهم ورغم أن روسيا كانت تخوض حرب البلقان مع العثمانين. تجعلنا نستذكر كيف قام الأمريكان قبل عدة أعوام بإذلال صدام حسين وتصويره ملقيا على الأرض يهينه جندي أمريكي وطريقة تفحصه كالدواب رغم أنه كان رئيسا، وكان على علاقة طبيعية مع أمريكا، ولكنها الأخلاق الكاوبوية الأمريكية، مع الانتباه للفاصل الزمني بين سلوك الجيش الروسي مع شامل وهو مجرد ثائر قبل ثلاثة قرون، وسلوك أمريكا في العصر الحاضر وهي مدعية الحضارة والرقي مع صدام حسين ومع القذافي وهما زعيمان لأربعة عقود (بغض النظر عن الموقف الشخصي منهما). وفي الحقيقة، منذ أن شاهدت تلك الحركات والتصويرات كنت أشعر أنها مبرمجة ومدروسة نفسيا بعناية للتأثير على المعنويات العربية لكي يقول كل عربي في نفسه: هذا زعيم عربي لعدة عقود كان يرتعد منه الناس بل وحتى الحكام، انظر إليه مهانا ذليلا بين يدي جندي أمريكي يقلبه ويفتله ويستعرضه على الكاميرات.
بالمقابل نستذكر قصص مجرمي حرب البلقان، فما رأينا هناك جنديا أمريكا يقوم بإهانة أي زعيم ولا أي مجرم من مجرمي إبادة المسلمين ولم تتم إهانة أي رئيس ولا حتى أي جنرال ولا دعس أحد على رأسه، وأقصى ما رأيناه من الإهانة هو صورة الرئىس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش،وهو جالس على كرسي في محكمة الجزاء الدولية عابسا مزنبرا ومو عاجبه شيء مده خمس دفائق للتصوير ثم يعود لمنتجعه وهكذا حى مات.
تفاصيل أخرى في الرابط، وتلاحظ أن الكاتب يحاول الطعن على الروس، لكنه لم يستطع تغيير الحقيقة، فالقيصر لا ينحرج من أسير، وقد أرسله إلى الحج حسب رغبته وبتمويله ومرافقة لا كما يحاول الكاتب أن يوحي، كما أن الكاتب أغفل المعلومات أعلاه التي سمعتها من أقارب شامل، ولو ذكرها لكان أفضل لتبيان قيمة إمام شامل
http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%BA%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A

البيريسترويكا السورية والأزمة و"الفياغرا"

البيريسترويكا السورية والأزمة و"الفياغرا"
https://www.facebook.com/hhaabbas/posts/680894955380278

عندما جاء ثوار اقتصاد السوء 2005 إلى سوريا كانوا يبهرجونه وبأنه بمجرد اعتماده سنصير في الجنة وسنصبح دولة عظمى وسنصير مثل أمريكا وألمانيا، وأنه قارب النجاة والنهضة.

أما أنا فكنت أقول أنه مجرد نهج علاقات جديد ليس له أثر كبير على تحفيز الاقتصاد وأن ما يؤثر في الاقتصاد هو العمل والنشاط والإنتاج الصناعي والزراعي والمعرفي. وكنت أقول زيمبابوي نعتمد نهج اقتصد السوء وهي ليست في الجنة وليست دولة عظمى وكذلك السنغال ومالي والنيجر وكانت الهندوراس كذلك، يعني كنت ولا زلت أعتبره سيئا وغير مناسب، ولكن لا مانع من الرضوخ لإرادة القوى الخارجية التي تمليه بدلا من خوض مجابهة غير متكافئة.
لكن رسل اقتصاد السوق كانوا مصرين على أن اقتصاد السوق يقفز بنا فورا إلى الجنة مباشرة وبدون وساطة قفزة خرة مباشرة إلى الجنة.
كان الواحد منهم يتكلم عن اقتصاد السوء وهو على الأغلب لا يعرف عنه شيئا من حيث الأسس والمكونات والقواعد والخصائص والمنظومات (يؤكد كلامي هذا تخبطهم في التصريحات وفي التصرفات)، وإنما يعرف أن أمريكا فيها اقتصاد السوق، ويظن أن كل من يعتمده يصير مثل أمريكا، لأنهم كانوا غالبا صحفيين وبعض الأكاديميين الضعفاء المستميتين من أجل منصب. ثم صاروا يخادعون الناس بكلمة اقتصاد السوق الاجتماعي وأن من يطبقه يصبح مثل ألمانيا (مو مثل أمريكا-أمريكا عدوة).
كان الواحد منهم عندما يتكلم تراه "يردن" أي يرتجف من شدة الحماس، كمراهق تناول حبة فياغرا ولا يستطيع ضبط نفسه، ويريد أن يحول البلاد لاقتصاد السوق اليوم اليوم قبل أن يذهب للنوم بل الآن الآن قبل أن يقوم من مجلسه.
وفي الحقيقة أنه لو تم الانتقال إلى اقتصاد السوق بتؤدة مدروسة لما كانت هناك خلخلة كبيرة في سوريا ولكن تطبيقهم له في سوريا بهذا الشكل الجنوني هو الذي أفرز الأزمة الحالية وكذلك تطبيقه من قبل أغببياء وجهلة سطحيين وانتهازيين، وكنموذج عن غبائهم أشير إلى سلسلة "التعريصات" التي عملوها بمسألة دعم المحروقات،... فمرة يوزعون قسائم مرة، ومرة مصاري، ومرة حرمان المهندسين والدكاترة، ومرة غير ذلك حتى تم إلغاؤه، مخادعات ومواربات وملاعبات مع الشعب، مجموعة سذج صاروا يلعبون بالاقتصاد والشعب كما يلعب طفل بصندوق من القنابل والتي ما لبثت أن انفجرت بعدئذ في الأزمة التي لم تنته حتى اليوم.
وبالتالي ففي الحقيقة لم يكن هؤلاء سوى رسل أبليس لخلخلة اقتصاد البلد واللعب بمصير المجتمع البسيط وافتعال الأزمة التي حدثت في سوريا كما حدثت في الاتحاد السوفييتي كما حدثت في يوغسلافيا وقد نجحت في سوريا أكثر مما خططوا وتوقعوا

البيريسترويكا السورية والأردن نموذجا



https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/680698048733302
قال رسول اقتصاد السوء فيما قال أثناء دعوته للناس للتحول إلى اقتصاد السوء:
شو هالحكي يا زلمي، روح على الأردن، ساعتين زمان بتكون بعمان والأجرة ماش شي أقل من ألف ليرة (كانت سبعمئة ليرة بالتكسي)، روح شوف فيه فرق بيننا وبينهم خمسين سنة.
لا داعي لأن أقسم، ولكنه فعلا هكذا قال. وأنا لم أكن قد زرت الأردن، لكنني لم أقتنع بالكلام مطلقا، فنحن نعلم أن الأردن ما هي إلا قصاصة طرفيه من بادية الشام، لا ماء فيها ولا كهرباء ولا زراعة ولا نفط وقلت لنفسي: كيف سبقونا خمسين سنة؟ والله لازم نشوف الأردن، وبعد بضعة أشهر جاءنا إعلان حول مؤتمر علمي في الأردن وكان قد بقي يومين فقط فاستجمعت أرواق بحث وقدمته للمؤتمر فقبل، وذهبت إلى الأردن ثم ذهبت مرة ثانية وثالثة ورابعة وعشرا...، والآن، أريد أن أسأل رسول اقتصاد السوء ماهو الشيء الذي شاهده في الأردن مما هو متقدم علينا بخمسين سنة؟
الكراج الذي تنتهي الرحلة فيه "العبدلي"، كان رصيقا متسخا مفشكلا عليه شادرين قماشيين مشرشرين وكل واحد بجهة، تنزل فيه وتسأل: "أين الكراج"، لأنك كسوري متعود تشوف سلسلة لا تنتهي من المكاتب ووسائط النقل والمحلات الخ (أما عندما زرتها 2010 فكان قد تم تحسينه ليصبح مقبولا).
وأضيف، إن ثاني مدينة في الأردن ليست أفضل لا بالبناء ولا بالتنظيم ولا بالعمران ولا بالخدمات ليست أفضل من أية مدينة من مراكز المحافظات الأربعة عشرة في سورية ليست أفضل لا من درعا ولا من دير الزور ولا من جبلة، لا أقول حمص وحلب وطرطوس واللاذقية .فهذه كلها أفضل من عمان، هذا ما رأيته، وهذا ليس بنظري بل بنظر المواطن الأردني المحايد نفسه. مع الإشارة إلى أن المواطن الأردني هو مواطن سوري والشعب الأردني محب لسوريا وينتمي إليها وهم يمتازون بالكرم والغيرة الوطنية كثيرا ولا أقصد التقليل من شأن المواطن الأردني فأي تقليل من قيمته هو تقليل من شأن المواطن السوري تماما.
ولكن أعود للسؤال ما هو الشيء الذي بهر رسول اقتصاد السوء في الأردن حتى اعتبرها متقدمة على سوريا خمسين سنة ؟ بالتأكيد ظن أن البلد كلها هي الفندق الذي نزل فيه. ولا تفسير آخر، سوى أن رسل اقتصاد السوء ضربوا ضربتهم ومشي الحال.
ولقد جرى في بلدنا تماما كما جرى في روسيا، وقد وقف أمامي فجأة عميد كلية الاقتصاد وقال لي: "تظن أنه لا يوجد كفاءات وأذكياء في البلد حتى يحدث فيه ما يحدث؟ بلى يوجد الآلاف ولكن من يسمع ومن يهتم؟... وهكذا كان في سورية، أثناء جدبنة اقتصاد السوء.
هل كان كلامهم صحيحا وهل كانت نظرياتهم صحيحة؟ مين داير على هالمواضيع... مشي الحال ودفعوا البلد للخراب...
لا تقل قالوا لنا ووعدونا و بهرجو لنا، مشي الحال، نفذت المهمة بنجاح، وهو المطلوب.

لبيريسترويكا السورية والأزمة- أين ومتى ابتدأت الحكاية؟

https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/676712219131885
عندما قامت البيرسترويكا في روسيا كنت أدرس الدكتوراه فيها، وعندما عدت لسوريا بدأت البيريسترويكا في سورية، وراح رسلها يجوبون البلاد السورية لإعداد العقول والكوادر لتتقبلها، فلم يعد هناك ما يحجزها إلا الرفض الشعبي المتشرب لمبادئ حزب البعث، مما يستدعي حملة لنزع المبادئ من النفوس وإقناع الناس بعكس ما تربوا عليه. 

عام 2004 كنت متجها إلى مكتبي في كلية الاقتصاد فشاهدت إعلانا لمحاضرة يلقيها "د. أسامة الأنصاري" حول "مقومات الانتقال إلى اقتصاد السوق في سورية" هذا العنوان لا يمكن أن يمر على ناظري مرورا عابرا، فقد نخر عقول الشعب الروسي طيلة عدة سنوات وكنت حينذاك في روسيا، فذهبت للمحاضرة.
وثقفنا أسامة الأنصاري، وعقب الناس عليها، فسألته: ألا ينبغي أن ننظر إلى تجارب من تحولوا إلى اقتصاد السوق؟ هل تريد بيرسترويكا عل غرار الاتحاد السوفييتي الذي كان يهيمن على ثلثي العالم، فأصبحت امبراطوريته مؤلفة من عدة دول متناحرة وكل منها "عاجزة عن السيطرة على أراضيها"، وصار الجيش الأحمر الذي حسم الحرب العالمية الثانية وانتصر على النازية عاجزا عن التعامل مع مدينة لا تعادل حيا في موسكو. أم على غرار البيريسترويكا في يوغسلافيا التي كانت قائدة دول عدم الانحياز ةتشرذمت إلى عدة دول تستبسل في القتال بين بعضها البعض وتمارس أنواع التفظيع بين أناس عاشوا الدهر أخوة ماديا ومعنويا من كل الأعراق والأديان...
عندما قلت ذلك لم يبق أحد في المدرج تقريبا إلا والتفت للوراء نحوي، فالندوة مجهزة لتلميع اقتصاد السوق، والناس متجهزة لسماع التطنيب به، وبالطبع لم يجب د. أسامة سوى بعموميات لا علاقة لها بالسؤال.
وكان د. أديب ميالة، بجواري في المقاعد الأخيرة وكأنه ليس من أركان هذه البيرسترويكا، وعقب على المحاضرة وقال: "إن القرار اتخذ على أعلى المستويات بالتحول إلى اقتصاد السوق" وكان ذلك مفهوما تماما.
ولا أذكر أحدا غيري تكلم بنفس المنحى، خصوصا وأن التسريبات كانت تتوالى بأن التوجه في البلد حاليا نحو اقتصاد السوق وأن من لديه خلفيات غير ذلك فلا يحلم بالمناصب، فأصبحت ترى أولئك الذين قضوا حياتهم عمرهم في التطنيب بالاشتراكية وأمثالها صاروا يقولون: والله يا أخي اقتصاد السوق أحسن...
لقد كان الحضور يبلغ عدة مئات وما يثير التساؤل عندي هو: يا هل ترى هل يتذكر أحد منهم اليوم كلمتي تلك.
خلال بضعة أشهر استلم السوقيون جميع المرافق الحساسة في البلد وبدأ تطبيق الخطة التي نجحت في يوغسلافيا وروسيا وغيرها، وها قد نجحت في سورية، فمن كان يتخيل بعد ستة أعوام من ذلك اليوم أن تكون سوريا "غير قادرة على السيطرة على أراضيها". بينما كانت يومذاك تشرف على لبنان، وتمارس دور الأم التي تحتضن العراق وتذود عنه، وتحتضن لبنان وتحتضن الفلسطينيين ومتنفسا للأردنيين وقبلة للخليجيين وقدوة للمصريين والمغاربة، وهاهي على ما هي عليه الآن.

بقي أبو الهول ألف سنة بيد المسلمين

https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/668330639970043

بقي أبو الهول ألف سنة بيد المسلمين لم ينخسه مسلم بحديدة فلما جاء الهمج الغوغاء الفرنسيون قصفوه بالمدافع
بقيت تماثيل بوذا في أفغانستان بيد المسلمين ألف سنة لم ينخسها مسلم بحديدة 
فلما جاء أتباع الإسلام الأمريكي فجروها
بقي الإيزيديون تحت حكم المسلمين ألف سنة لم يزعجهم أحد بكلمة 
فلما جاء أتباع الإسلام الأمريكي ذبحوهم وسبوهم وشردوهم

Wednesday 5 August 2015

اختياري بلد الإيفاد

عندما تعينت معيدا في جامعة دمشق جاءني قبول للإيفاد إلى روسيا، فوسوس لي أحد الزملاء وقال استنكف وانتظر إيفادا لألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا. ولكن في الحقيقة فإن تلك النصيحة لم تكن قابلة للنقاش من وجهة نظري.
فأنا كنت أريد أن أذهب إلى روسيا حيث أجد مشرفا محبا لبلدي ويحترم مجتمعي، بلده يعطي بلدي السلاح ليحمي حدوده ويستقبل الطلاب بأبسط الشروط، وسأتعلم جيدا لأنهم ينظرون إلى تطورنا على أنه دعم وسند لهم.
ولم أكن أريد أن أذهب إلى فرنسا حيث يكون المشرف أحد أولاد الجنود الذين قصفوا البرلمان السوري أو ما شابه، ولا أظن أنه سيتعب نفسه في تعليمي أحدث العلوم التي يحتاجها بلدنا لنتفوق عليهم.
ولم أكن أريد أن أذهب إلى ألمانيا حيث يكون المشرف نازيا من أبناء الجنود الذين أبادوا عشرات الآلاف وينظر إلى نظرة دونية. ولا أظن أنه سينهك نفسه في تعليمي أحدث العلوم التي يحتاجها بلدنا لنتفوق عليهم.
ولم أكن أريد أن أذهب إلى بريطانيا تلك الجزيرة الصغيرة التي زرعت اليهود في بلدنا وقد يضعوني تحت إشراف يهودي أو أي بريطاني وفي الحالتين لا أظن أنه سيرهق نفسه في تعليمي أحدث العلوم التي يحتاجها بلدنا لنتفوق عليهم.

خريج ألمانيا الغربية "دح"، وخريج ألمانيا الشرقية "كخ".

هل هناك من ينكر هذا المنطق السائد في بلدنا منذ عدة عقود؟ كلا.
https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/670687496401024
إن مجتمعا إنسانيا مقتنع بهذا المنطق آخذاً إياه كمسلمة بديهية على مدى عدة عقود هو مجتمع يمتلك ذهنية جاهزة لقبول منطق داعش. فلماذا تستغرب على مجتمع كهذا أن يتقبل منطق ونظريات داعش؟ بالعكس نظريات داعش مرتكزة على أسس أكثر واقعية من هذا المنطق: مرتكزهم: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام..."، إنه منطق مقبول من جهة المنظور التاريخي ظاهريا، ولكن ما هو المنطق في التمييز بين ألمانيا الشرقية الـ"كخ" وألمانيا الغربية الـ"دح"، عفوا...، ليس بين ألمانيا بل بين موفدنا المتخرج من الشرقية الـ"كخ" وأما من الغربية فهو "دح" بغض النظر عنه كإنسان، ككفاءة، كإنجازات، كجامعة، كمشرف... لا تقييمات أخرى سوى "شرقية كخ" و "غربية دح"، لا ينظر إلى شيء آخر، فكل ما تبقى تفاصيل غير ذات أثر. ولو أن متفوقا منذ الابتدائية حتى الماجستير تم إيفاده إلى ألمانيا الشرقية وتخرج من أفضل جامعة فيها بأعلى معدل، فسيكون أقل تقييما عندنا من أي طالب ولو نجح شحطا من الابتدائية حتى الماجستير ودرس على حسابه بأدنى جامعة ألمانية غربية وتخرج منها.
تصور هذا المبدأ الذي يقوم بالتمييز بين الأشخاص على أساس خريج الجزء الشرقي أم الغربي على مستوى بلد واحد رقعة واحدة قومية، ألمانيا نفسها، والتي عادت والتحمت بعدما أخذت هذه التفرقة مداها وتشبعت في القلوب والعقول والمؤسسات والمجتمعات المتخلفة والتبعية كبلدنا ويستعصي نزعها. فحتى اليوم لا يزال البعض يهتم بمصدر شهادة خريج ألمانيا شرقية أم غربية.
علما أن رئيسة ألمانيا الحالية هي شرقية وخريجة ألمانيا الشرقية وصنفت أقوى امرأة في العالم لخمسة أعوام وقد سيطرت على الاتحاد الأوربي ووضعت فرنسا في جيبها الصغرى وجعلت بريطانيا تتملل وتناور وتراوغ كالملدوغ وتتلجأ إلى أمريكا في كل نخزة ووخزة.
والسؤال إذن: لماذا ألمانيا الشرقية كخ والغربية دح؟.
وهذا المبدأ معمم على كلمة خريج الدول الغربية، وخريج الدول الشرقية كافة وليس فقط ألمانيا ولكن خصصنا ألمانيا لأـنها تبين مدى بروز الشذوذ الفكري الذي يتلقاه مجتمعنا ويسير فيه عالطميشية.
أقول: هذا المنطق كله نشأ من محاربة دول الخليج للمعسكر الشرقي، فقط ولا شيء غير ذلك، ولم ينتج من إجراء مفاضلة علمية لا بين البلدين ولا بين الخريجين، وإنما فقط استتباعا للمبدأ الخليجي المستند أولا للمنظور الديني المتطرف وثانيا استتباعا للغرب وانضواء تحت لوائه لمحاربة المعسكر الشرقي. وبالتالي، فمجتمعنا بهذا الشكل يكون تابعا للخليجين الذين هم بدورهم تابعين للغرب أو للتطرف الديني.
إذن أغبياء الخليج ومتطرفيه (أو ربما عملاه الغرب) كانوا يقودوننا بشكل غير مباشر منذ زمن بعيد يمتد لعدة عقود وهم يملون علينا الخيارات والتفضيلات والمعايير ونحن نسير في ضوء ما يفضلونه ويحبذونه.
ومن الطبيعي بعد كل هذه العقود من القيادة غير المباشرة أن يطمحوا لتحويلها إلى قيادة مباشرة، نعم، ولم لا.
لذلك لماذا تقبل من الخليجيين المعايير التي يعتمدونها وهي مضادة لمبادئك وأنت حليف المعسكر الشرقي، بينما لا تقبل سيطرتهم على قرارك؟ إنه سؤال لا تستطيع الإجابة عليه، ولأنك لا تستطيع الإجابة عليه لذلك هم قاموا بالتحول إلى العمل الميداني.
وتخيل أن الخليجيين تدارسوا مسألة ترتيب أفضلية الشهادات الغربية يعني يضعون خريج أمريكا القمة "طبعا"، بعدها خريج بريطانيا مثلا ثم ألمانيا ثم فرنسا الخ ...نعم (بغض النظر عن الشخص ومنجزاته طبعا) ونشر ذلك في وسائل الإعلام وقرأتها في الجرائد، ومشوا في هذه الخطة ولكن لم تستقم معهم ولو ساروا فيها واعتمدوها لسرت عندنا استتباعا. فتصور أناسا بهذه العقلية ماذا تتوقع منهم؟ وماذا تتوقع ممن يستتبعهم لا شعوريا أو متعمدا؟؟؟.

قصة محمد المتفوق الذي تم إيفاده إلى فرنسا


https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/672577756211998

عندما كنت طالبا في الجامعة وخلال زيارة لزملائي في السكن الجامعي قال أحدهم:"نحن نكافح للنجاح بينما الآخرون ينسحب الواحد من المادة إذا كان لا يحصل علامة عالية". فسألت: ولماذا، قال: "من أجل المعدل ليحصل على أولويات في التوظيف أو المعيدية" ودفعتني تلك الملاحظة لزيادة الاجنهاد.
في السنة الثالثة سمعت زملائي يقولون: "تخرج السنة واحد معدله فوق الثمانين واسمه محمد ع"، كان ذلك المعدل ملفتا، فالأول في دفعتنا كان فوق السبعين بقليل. فقال أحدهم: "دورتهم كانت أسئلتها سهلة"، فكان الجواب: "كلا فبقية الأوائل معدلاتهم مثلنا تقريبا".
ودارت الأيام وتم إيفادنا لتحصيل الدكتوراه، وبعد العودة من الإيفاد عرجت على الكلية لألتقي زملائي –حيث أنني كنت موفدا لصالح كلية أخرى- وتجولت في الكلية متأملا المدرجات والمكاتب، وخطرت ببالي الزميلة شذى اللطيفة المتفوقة، التي قابلتها مرة على الطريق إلى الكلية، وقلت "مرحبا" قالت بلهجتها اللاذقانية "مرحبتين"، قلت: "ممكن تعيريني دفترك يومين برجعلك ياه قبل المحاضرة"، قالت: "والله استعاره فلان بس يرجعه بعطيك ياه"، ولم أصادف أحدا من زملائي فالكلية شبه فارغة، لكن من لطافة التقدير أني صدفتها في مكتب ضمن جناح جديد لم يكن مخصصا لمكاتب الدكاترة، فسررت برؤيتها أيما سرور، وعلمت منها أنها تابعت الدراسة في مصر، (وأظنها اختارت مصر لأنها محافظة)، وسألتها عن بقية الزملاء ودكاترتنا، ثم سألتها عن "محمد ع" –علما أني لا أعرفه بالشكل حتى الآن–وكنت أتوقع أن يكون قد عاد منذ زمن وحظي بتكريم الجامعة بل على مستوى الدولة، ولكنها قالت: "لقد عاد من الإيفاد دون الحصول على الدكتوراه"، خبر صاعق فعلا، وانصدمت كأنها مصيبتي، فهو اسم لم أنسه رغم مرور السنين، وها أنا لم أنسه حتى الآن بعدما صرت بمرتبة أستاذ دكتور ولا أظن أن أحدا من دفعتنا أو من دفعته نسي اسمه، قلت: "مستحيل!!! متأكدة؟؟؟" قالت: "إي والله وأموره مكركبة وملاحق بنفقات الإيفاد الخ". سألت إلى أي بلد كان موفدا، قالت: إلى فرنسا.