Wednesday 5 August 2015

قصة محمد المتفوق الذي تم إيفاده إلى فرنسا


https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/672577756211998

عندما كنت طالبا في الجامعة وخلال زيارة لزملائي في السكن الجامعي قال أحدهم:"نحن نكافح للنجاح بينما الآخرون ينسحب الواحد من المادة إذا كان لا يحصل علامة عالية". فسألت: ولماذا، قال: "من أجل المعدل ليحصل على أولويات في التوظيف أو المعيدية" ودفعتني تلك الملاحظة لزيادة الاجنهاد.
في السنة الثالثة سمعت زملائي يقولون: "تخرج السنة واحد معدله فوق الثمانين واسمه محمد ع"، كان ذلك المعدل ملفتا، فالأول في دفعتنا كان فوق السبعين بقليل. فقال أحدهم: "دورتهم كانت أسئلتها سهلة"، فكان الجواب: "كلا فبقية الأوائل معدلاتهم مثلنا تقريبا".
ودارت الأيام وتم إيفادنا لتحصيل الدكتوراه، وبعد العودة من الإيفاد عرجت على الكلية لألتقي زملائي –حيث أنني كنت موفدا لصالح كلية أخرى- وتجولت في الكلية متأملا المدرجات والمكاتب، وخطرت ببالي الزميلة شذى اللطيفة المتفوقة، التي قابلتها مرة على الطريق إلى الكلية، وقلت "مرحبا" قالت بلهجتها اللاذقانية "مرحبتين"، قلت: "ممكن تعيريني دفترك يومين برجعلك ياه قبل المحاضرة"، قالت: "والله استعاره فلان بس يرجعه بعطيك ياه"، ولم أصادف أحدا من زملائي فالكلية شبه فارغة، لكن من لطافة التقدير أني صدفتها في مكتب ضمن جناح جديد لم يكن مخصصا لمكاتب الدكاترة، فسررت برؤيتها أيما سرور، وعلمت منها أنها تابعت الدراسة في مصر، (وأظنها اختارت مصر لأنها محافظة)، وسألتها عن بقية الزملاء ودكاترتنا، ثم سألتها عن "محمد ع" –علما أني لا أعرفه بالشكل حتى الآن–وكنت أتوقع أن يكون قد عاد منذ زمن وحظي بتكريم الجامعة بل على مستوى الدولة، ولكنها قالت: "لقد عاد من الإيفاد دون الحصول على الدكتوراه"، خبر صاعق فعلا، وانصدمت كأنها مصيبتي، فهو اسم لم أنسه رغم مرور السنين، وها أنا لم أنسه حتى الآن بعدما صرت بمرتبة أستاذ دكتور ولا أظن أن أحدا من دفعتنا أو من دفعته نسي اسمه، قلت: "مستحيل!!! متأكدة؟؟؟" قالت: "إي والله وأموره مكركبة وملاحق بنفقات الإيفاد الخ". سألت إلى أي بلد كان موفدا، قالت: إلى فرنسا.

No comments:

Post a Comment