Friday 21 August 2015

البيريسترويكا السورية والأزمة و"الفياغرا"

البيريسترويكا السورية والأزمة و"الفياغرا"
https://www.facebook.com/hhaabbas/posts/680894955380278

عندما جاء ثوار اقتصاد السوء 2005 إلى سوريا كانوا يبهرجونه وبأنه بمجرد اعتماده سنصير في الجنة وسنصبح دولة عظمى وسنصير مثل أمريكا وألمانيا، وأنه قارب النجاة والنهضة.

أما أنا فكنت أقول أنه مجرد نهج علاقات جديد ليس له أثر كبير على تحفيز الاقتصاد وأن ما يؤثر في الاقتصاد هو العمل والنشاط والإنتاج الصناعي والزراعي والمعرفي. وكنت أقول زيمبابوي نعتمد نهج اقتصد السوء وهي ليست في الجنة وليست دولة عظمى وكذلك السنغال ومالي والنيجر وكانت الهندوراس كذلك، يعني كنت ولا زلت أعتبره سيئا وغير مناسب، ولكن لا مانع من الرضوخ لإرادة القوى الخارجية التي تمليه بدلا من خوض مجابهة غير متكافئة.
لكن رسل اقتصاد السوق كانوا مصرين على أن اقتصاد السوق يقفز بنا فورا إلى الجنة مباشرة وبدون وساطة قفزة خرة مباشرة إلى الجنة.
كان الواحد منهم يتكلم عن اقتصاد السوء وهو على الأغلب لا يعرف عنه شيئا من حيث الأسس والمكونات والقواعد والخصائص والمنظومات (يؤكد كلامي هذا تخبطهم في التصريحات وفي التصرفات)، وإنما يعرف أن أمريكا فيها اقتصاد السوق، ويظن أن كل من يعتمده يصير مثل أمريكا، لأنهم كانوا غالبا صحفيين وبعض الأكاديميين الضعفاء المستميتين من أجل منصب. ثم صاروا يخادعون الناس بكلمة اقتصاد السوق الاجتماعي وأن من يطبقه يصبح مثل ألمانيا (مو مثل أمريكا-أمريكا عدوة).
كان الواحد منهم عندما يتكلم تراه "يردن" أي يرتجف من شدة الحماس، كمراهق تناول حبة فياغرا ولا يستطيع ضبط نفسه، ويريد أن يحول البلاد لاقتصاد السوق اليوم اليوم قبل أن يذهب للنوم بل الآن الآن قبل أن يقوم من مجلسه.
وفي الحقيقة أنه لو تم الانتقال إلى اقتصاد السوق بتؤدة مدروسة لما كانت هناك خلخلة كبيرة في سوريا ولكن تطبيقهم له في سوريا بهذا الشكل الجنوني هو الذي أفرز الأزمة الحالية وكذلك تطبيقه من قبل أغببياء وجهلة سطحيين وانتهازيين، وكنموذج عن غبائهم أشير إلى سلسلة "التعريصات" التي عملوها بمسألة دعم المحروقات،... فمرة يوزعون قسائم مرة، ومرة مصاري، ومرة حرمان المهندسين والدكاترة، ومرة غير ذلك حتى تم إلغاؤه، مخادعات ومواربات وملاعبات مع الشعب، مجموعة سذج صاروا يلعبون بالاقتصاد والشعب كما يلعب طفل بصندوق من القنابل والتي ما لبثت أن انفجرت بعدئذ في الأزمة التي لم تنته حتى اليوم.
وبالتالي ففي الحقيقة لم يكن هؤلاء سوى رسل أبليس لخلخلة اقتصاد البلد واللعب بمصير المجتمع البسيط وافتعال الأزمة التي حدثت في سوريا كما حدثت في الاتحاد السوفييتي كما حدثت في يوغسلافيا وقد نجحت في سوريا أكثر مما خططوا وتوقعوا

No comments:

Post a Comment