Friday 21 August 2015

البيريسترويكا السورية والأردن نموذجا



https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/680698048733302
قال رسول اقتصاد السوء فيما قال أثناء دعوته للناس للتحول إلى اقتصاد السوء:
شو هالحكي يا زلمي، روح على الأردن، ساعتين زمان بتكون بعمان والأجرة ماش شي أقل من ألف ليرة (كانت سبعمئة ليرة بالتكسي)، روح شوف فيه فرق بيننا وبينهم خمسين سنة.
لا داعي لأن أقسم، ولكنه فعلا هكذا قال. وأنا لم أكن قد زرت الأردن، لكنني لم أقتنع بالكلام مطلقا، فنحن نعلم أن الأردن ما هي إلا قصاصة طرفيه من بادية الشام، لا ماء فيها ولا كهرباء ولا زراعة ولا نفط وقلت لنفسي: كيف سبقونا خمسين سنة؟ والله لازم نشوف الأردن، وبعد بضعة أشهر جاءنا إعلان حول مؤتمر علمي في الأردن وكان قد بقي يومين فقط فاستجمعت أرواق بحث وقدمته للمؤتمر فقبل، وذهبت إلى الأردن ثم ذهبت مرة ثانية وثالثة ورابعة وعشرا...، والآن، أريد أن أسأل رسول اقتصاد السوء ماهو الشيء الذي شاهده في الأردن مما هو متقدم علينا بخمسين سنة؟
الكراج الذي تنتهي الرحلة فيه "العبدلي"، كان رصيقا متسخا مفشكلا عليه شادرين قماشيين مشرشرين وكل واحد بجهة، تنزل فيه وتسأل: "أين الكراج"، لأنك كسوري متعود تشوف سلسلة لا تنتهي من المكاتب ووسائط النقل والمحلات الخ (أما عندما زرتها 2010 فكان قد تم تحسينه ليصبح مقبولا).
وأضيف، إن ثاني مدينة في الأردن ليست أفضل لا بالبناء ولا بالتنظيم ولا بالعمران ولا بالخدمات ليست أفضل من أية مدينة من مراكز المحافظات الأربعة عشرة في سورية ليست أفضل لا من درعا ولا من دير الزور ولا من جبلة، لا أقول حمص وحلب وطرطوس واللاذقية .فهذه كلها أفضل من عمان، هذا ما رأيته، وهذا ليس بنظري بل بنظر المواطن الأردني المحايد نفسه. مع الإشارة إلى أن المواطن الأردني هو مواطن سوري والشعب الأردني محب لسوريا وينتمي إليها وهم يمتازون بالكرم والغيرة الوطنية كثيرا ولا أقصد التقليل من شأن المواطن الأردني فأي تقليل من قيمته هو تقليل من شأن المواطن السوري تماما.
ولكن أعود للسؤال ما هو الشيء الذي بهر رسول اقتصاد السوء في الأردن حتى اعتبرها متقدمة على سوريا خمسين سنة ؟ بالتأكيد ظن أن البلد كلها هي الفندق الذي نزل فيه. ولا تفسير آخر، سوى أن رسل اقتصاد السوء ضربوا ضربتهم ومشي الحال.
ولقد جرى في بلدنا تماما كما جرى في روسيا، وقد وقف أمامي فجأة عميد كلية الاقتصاد وقال لي: "تظن أنه لا يوجد كفاءات وأذكياء في البلد حتى يحدث فيه ما يحدث؟ بلى يوجد الآلاف ولكن من يسمع ومن يهتم؟... وهكذا كان في سورية، أثناء جدبنة اقتصاد السوء.
هل كان كلامهم صحيحا وهل كانت نظرياتهم صحيحة؟ مين داير على هالمواضيع... مشي الحال ودفعوا البلد للخراب...
لا تقل قالوا لنا ووعدونا و بهرجو لنا، مشي الحال، نفذت المهمة بنجاح، وهو المطلوب.

No comments:

Post a Comment