Wednesday 5 August 2015

اختياري بلد الإيفاد

عندما تعينت معيدا في جامعة دمشق جاءني قبول للإيفاد إلى روسيا، فوسوس لي أحد الزملاء وقال استنكف وانتظر إيفادا لألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا. ولكن في الحقيقة فإن تلك النصيحة لم تكن قابلة للنقاش من وجهة نظري.
فأنا كنت أريد أن أذهب إلى روسيا حيث أجد مشرفا محبا لبلدي ويحترم مجتمعي، بلده يعطي بلدي السلاح ليحمي حدوده ويستقبل الطلاب بأبسط الشروط، وسأتعلم جيدا لأنهم ينظرون إلى تطورنا على أنه دعم وسند لهم.
ولم أكن أريد أن أذهب إلى فرنسا حيث يكون المشرف أحد أولاد الجنود الذين قصفوا البرلمان السوري أو ما شابه، ولا أظن أنه سيتعب نفسه في تعليمي أحدث العلوم التي يحتاجها بلدنا لنتفوق عليهم.
ولم أكن أريد أن أذهب إلى ألمانيا حيث يكون المشرف نازيا من أبناء الجنود الذين أبادوا عشرات الآلاف وينظر إلى نظرة دونية. ولا أظن أنه سينهك نفسه في تعليمي أحدث العلوم التي يحتاجها بلدنا لنتفوق عليهم.
ولم أكن أريد أن أذهب إلى بريطانيا تلك الجزيرة الصغيرة التي زرعت اليهود في بلدنا وقد يضعوني تحت إشراف يهودي أو أي بريطاني وفي الحالتين لا أظن أنه سيرهق نفسه في تعليمي أحدث العلوم التي يحتاجها بلدنا لنتفوق عليهم.

No comments:

Post a Comment