Monday 18 December 2017

استلام الحوالات بالعملة المرسلة بها هو السلوك السليم

استلام الحوالات بالعملة المرسلة بها هو السلوك السليم
مقدمة: قريبك في الامارات يريد أن يرسل لك مئة دولار، عندها ينبغي عليه أن يشتري مئة دولار بالدرهم الاماراتي فيخسر نسبة من المبلغ لأنه سيشتريها بالسعر الأعلى. يرسل الحوالة فيدفع اجرة التحويل ويخسر نسبة اخرى. يستلمها المكتب في سوريا ويعطيك اياها بسعر منخفض جدا عن سعر الصرف، والمصيبة الكارثية هي أن سعر صرف الحوالة كان ينخفض كثيرا عن سعر السوق السوداء، وهذا كله ربح لصالح شركة التحويلات وخسارة للمواطن. كما أنه لا بد من أن يمر عليها عدة أيام بينما يتم إعلامه ويصل لاستلامها وخلال هذه الفترة كان يرتفع سعر الصرف بشكل جنوني وأنت ستستلمها بالليرة السورية، وغالبا كان المستلم يعيد تحويلها لدولار (لأن الليرة تتضاءل بسرعة كبيرة) وعندما تشتري دولارا تفقد ايضا نسبة منها.
الحلة الثانية: عندما تستلمها بنفس العملة المرسلة فإن الخسارة من جهتك هي لاشيء، وإذا كان المرسل يملكها كدولارات فالخسارة من جهته هي أجرة التحويل فقط. وعندما يرسل لك قريبك مئة درهم اماراتي أو مئة دولار فإنك تستلمها اليوم او غدا او بعد شهر بقيمتها مئة درهم اماراتي أو مئة دولار فذلك البلد مستقر وعملته مستقرة.
الخلاصة: إن تسليم الحوالات بعملة تخالف العملة التي أرسلت بها هي جريمة كبرى. لا أدري كيف يمكن أن يرسل شخص مئة دولار فتعطي للزبون بدلا منها معادلها بالليرة السورية بسعر الشراء وتقول له اذهب واشتر بها مئة دولار بسعر البيع.
ما شأنك بالعملة المرسلة له؟؟؟!! أرسلت له مئة دولار تعطيه إياها مئة دولار.
تخيل أن يرسل لك شخص خاتم ذهب خمسة غرامات فتأتي شركة الصرافة وتعطيك مبلغ مقابل خمسة غرامات ذهب بسعر الشراء. ويقول لك اذهب واشتر بها خاتما خمسة غرامات.
صيف 2013 كان الفرنسي المسيو اندريه مايار يتبجح بسياسته تسليم الحولات بالليرة السورية في ظرف كان البلد بامس الحاجة للعملة الاجنبية وكان نمو السعر الصرف جنونيا بحيث ان التاخر يوما واحدا عن استلام الحوالة كان يخسر المرء تلقائيا نسبة كبيرة من سعرها وعلاوة على ذلك فقد كانت المكاتب تزيد التاخير وفيما بين تكلفة التحويل وتسليم الحولة بالليرة السورية ونمو سعر الصرف والفرق الكبير بين سعر صرف الحوالات وإعادة شراء الدولاء أؤكد جازما في أنه في بعض الحوالات لم يكن المواطن السوري يحصل من الحوالة الا على جزء منها قد يصل للنصف في بعض الحالات.
عندما كتبت هذه المقالة بتاريخ الأربعاء 28/08/2013 فهمها الفرنسي المسيو اندريه مايار فمنع الجرائد ان تنشر لي اية مقالة وكانت تلك آخر مقالة صحفية لي. لقد كان متنفذا جدا.
مقالتي رابط1
رابط2
بعد أربع سنين ونصف تم تصحيح الخطأ فمنذ أيام صدر قرار المصرف المركزي تسليم الحوالات بالعملة المرسلة بها.
رابط فيسبوك