Friday 5 April 2019

مقترح إنشاء مكتب لاستقبال العائدين من الإيفاد

مقترح إنشاء مكتب لاستقبال العائدين من الإيفاد 
عندما يعود طالب الدكتوراه من الإيفاد بعد حصوله على شهادة الدكتوراه (أو في حال عدم حصوله) يخوض معركة طويلة وشائكة من الاستفزازات والإهانات والتعقيدات التي تجعله كل يوم، يحن إلى عذاب الغربة وإلى آلامها الخفيفة بالمقارنة مع معاناته وشنشطته بين هؤلاء الموظفين المعقدين الذين يستغلون كل كلمة وكل حركة وكل ورقة وكل إجراء للتلاعب به وإهانته وجرجرته انتقاما لما سيصبح عليه لاحقا من شخص لا يطالون إهانته فينبغي التلذذ بذلك قبل أن يصبح دكتورا ويحسب له ألف حساب. فيقيمون له عدة كورسات إعادة تصنيع وأهمها:
كورس التبغيض بالوطن 
كورس الندم على العودة 
كورس مسح المعلومات 
كورس التحقير واهراق الكرامة 
كورس تضييع الوقت 
كورس المسخ الفكري والأخلاقي من الحياة المتحضرة التي كان يعيشها الى الحياة المنحطة والمعقدة والموبوءة التي سيعيشها في بلده، ويتم إعادة صياغة عقله وأدبياته وفق الجلافة المحلية والبلادة والاستهتار بالوقت وبالقيم وبالأخلاق.
وتستمر هذه العملية عذة سنوات، وهذا ما حدث مع العديد من الزملاء (وأنا واحد منهم) حيث لا يستطيع الدكتور تصحيح وضعه إلا بعد مرور عدة سنوات. تخيل عدة سنوات لكي تعيد نفسك إلى موقعك في عملك عابرا كل تلك المآزق والمتاهات والمطبات والتي ربما كان أهونها الحصول على الدكتوراه. أفضل أنواع المتعة لدى الجميع هو متعة التلاعب بك وعمل ألعاب الخفة والمقالب التي تستخرج الدفائن القميئة التي نسيتها بسبب طول الحياة في بلاد الغربة، فيعملون لك كورسات تذكير بالقماءت المحلية وإعادة شحن بالأحقاد والأفكار المنحطة، ويفتلون حماسك واندفاعك لخدمتهم وخدمة بلدك عبر دكك في قالب الروتين النمطي البليد المؤذي لكي يعلموك انك هبطت في فضاء كوني آخر مختلف عن الفضاء السابق، ويتم إعادة تلبيس القوقعة الصدئة العفنة القديمة، لكي يتمكن الدكتور من إعادة التأقلم مع هذا المجتمع الذي لا يمكنك تطبيق المعارف التي تعلمتها عليه، ولا تصح فيه السلوكيات التي اعتدت عليها في إيفادك من احترام الوقت واحترام العلم والخجل من الخطأ، بل اصبح عليك ان تتعود على ان الخطأ مفخرة وتضييع وقتك شطارة والاستهزاء بك هو انجاز للتبجح المستقبلي ويقومون بذلك احتياطا ومن باب تجميع الرصيد للتندر بها في الجلسات مستقبلا إن صار الدكتور يوما ما في موقع لامع.
لذلك أدعو الى انشاء مكتب لاستقبال العائدين من الإيفاد، وأن يكون المكتب معنيا أيضا بمتابعة شؤون الدكاترة المتخرجين من الجامعات المحلية. بحيث يتم انتقاء دكاترة نخبة للإشراف عليه يحفظون كرامة الدكتور من أن يتلاعب به موظف معقد أو فاسد أو جاهل غبي. ويهتم المكتب بإنجاز الخطوات السليمة والإجراءات الروتينية وتوجيه الدكتور العائد من الإيفاد ليتم اختصار الدورات والكورسات عليه زمنيا وماديا وعلميا وأخلاقيا، ولكي تتم الاستفادة منه فورا، بحيث يتقدم الدكتور العائد من الايقاد بالمستندات الأساسية المطلوبة ويلتحق بعمله في اليوم نفسه دون أن يخضع لكورسات الإهانات ومسخ العقل ومسح المعلومات والشحن بالأحقاد المحلية والحقن بجراثيم العدوى والوباءات التقليدية. وأعتبر أن مثل هذا المكتب الفاصل الواصل يمكن أن يساهم في قطع التواصل بين القوقعة الصدئة القديمة والتاج العلمي الجديد ويساهم في تخفيف تيار استمرارية عدوى الحماقة والجهل والبلادة والتنبلة والمناطحات ويكبح عمليات إعادة تلبيس القوقعة الصدئة والحفاظ على تاج العلم والكرامة قدما نحو ترقية المجتمع وليس استمرار دعس القيم وطمس كوادر النهوض والارتقاء

No comments:

Post a Comment