Friday 5 April 2019

أكذوبة الأسعار في سورية أرخص

أكذوبة الأسعار في سورية أرخص 
هذه المقولة لطالما تكررت من أجل تبرير مستوى الدخل المتدني جدا في سورية. ولا يمكن أن تدحضها إلا بأن تذهب في اللحظة ذاتها إلى البلد الآخر وتراقب نفس السلعة وتسأل عن سعرها وهكذا تدور على جميع بلدان العالم وتسجل الأسعار لتعرف أين هو البلد الأرخص؟
حسنا... ولكن هذا الأمر حاليا أصبح ممكنا إلى حد ما وذلك عبر متابعة النشرات اليومية التي تضعها المؤسسات المعنية لمختلف الدول على المواقع الإلكترونية. وقد لجأت لهذه الطريقة في مقالة سابقة من أجل المقارنة مع الأردن، وذلك بعدما كتبت مقالة: "ماذا يوجد في الأردن حتى تكون قبلة للدكاترة السوريين"
هذا من جهة ومن جهة أخرى أنا عموما أعتمد على المنطق العلمي والتحليلي بالدرجة الأولى عندما تكون البيانات مفقودة أو غير دقيقة. فدعونا نلجأ للمنطق العلمي:
أنت تلاحظ بلا شك أنك كلما ذهبت إلى السوق لشراء موبايل أو كمبيوتر أو جهاز منزلي بما ذلك التمديدات الصحية والأدوات الكهربائية ناهيك عن السيارات والاحتياجات المتعلقة بها فإن البائع يستخرج الحاسبة ويضرب الفاتورة بسعر الدولار. لماذا؟ لأن كل هذه الأمور مقيمة بسعر الدولار.
والسؤال عندما يذهب المستورد إلى بلد خارجي ليستورد هذه الأشياء فهل يقول لهم أعطوني إياها بعشر السعر الذي تبيعونه للأردن، لأن الراتب في سورية هو عشر الراتب في الأردن؟
إذا كانت الشركات الأجنبية تبيع الأجهزة والأدوات للمستوردين السوريين بأدنى من جميع دول العالم ذات الدخل الأعلى فعندها أتفق معك بأن الأسعار في سوية متساوية (ليس أرخص) مع الأسعار في الدول الأخرى. 
حسنا وماذا بشأن المنتجات المحلية الأخرى؟
أوضحت في مقالة سابقة أن بائع الخضرة الذي كان يبيع ربطة البقدونس بخمس ليرات لم يعد يستطيع أن يبعها بهذا السعر لأنه أبضا ارتفعت أسعار المستلزمات عنده وارتفعت عليه أسعار الخدمات الأخرى.
وكذلك عامل الصيانة والخدمات كان يقوم بعملية الصيانة مقابل خمسمئة ليرة أما الآن فأصبح يطلب خمسة الاف رغم انه لا يصرف محروقات ولا يستهلك شيئا فلماذا؟ لان الأسعار ارتفعت عليه في السوق أيضا. 
إذن هذه الدعاية هي أكذوبة كبيرة مفضوحة. بل أؤكد أنه قد توجد بعض المنتجات في البلدان الأخرى (ذات الدخل المرتفع) بأسعار أرخص مما هي عندنا بسبب ظروف معينة (وبالعكس طبعا).
ولكن لا أنفي إمكانية وجود بعض المنتجات المحلية التي يكون سعرها عندها أرخص من الدول الأخرى، مثلا الحشيش ولذلك اكتشف حاكم المصرف السابق حلا عبقريا ووجه الشعب إليه قائلا: "ياكلوا حشيش"


https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/2181315912111937/

No comments:

Post a Comment