Friday 5 April 2019

قصص الحب العربية السامية وقصص الحب الغربية الفاسدة

قصص الحب العربية السامية وقصص الحب الغربية الفاسدة
قصص الحب والعاطفة وقصص الاعتبار والتوعية الاجتماعية والتربية الأسرية تملأ تاريخنا وتراثنا وانتشرت في معظم دول العالم، ولكنك تراهم يبحثون عن حدث شاذ مما حدث في تاريخنا خلال الألف سنة ويكرروه ويضخموه حتى لا تكاد تعرف غيره ويربوننا عليه (كما قلت في مقالتي حول قصة الحجاج المدرجة في مناهجنا الدراسية). إلى أن يجندوننا نحن أنفسنا لنقوم بشتم أنفسنا ونتبرأ من تاريخنا. 
لفت انتباهي فيلم يعرض على قناة بوليود الهندية مرارا وآخرها منذ يومين باسم مجنون ليلى (لأول وهلة استغربت لماذا مرة يستخدمون اسم قيس ومرة اسم ماجتو، إلى أن تنبهت أن ماجنو من كلمة مجنون ليلى) وكما هو معلوم فاللغة الهندية تتضمن نسبة كبيرة جدا من الكلمات عربية والهند مليار وثلث المليار. 
وبهذه المناسبة أقول: شتان ما بين قصص الحب العربية النبيلة وبين ما يسمى قصص الحب في الغرب ومنها قصة هاملت الوسخة جدا والمليئة بالعقد النفسية القذرة والتي يجب منعها أدبيا وأخلاقيا. شتان بين قصة عبلة وعنترة الراقية وبين قصة روميو وجولييت الدموية والمليئة بالعقد الاجتماعية التي تعكس عصرها من عائلات متناحرة وعاشقان يموتان انتحارا بالسم، فتبا للأخلاق والسلوكيات التي تروجها. 
شتان بين قصة قيس وليلى الخارقة وبين قصة القس المنشق والفاسق فالنتاين وشذوذاتها ودمويتها علما أن أفضل ما ورد فيها أنه كان قسا متمردا يزوج الناس مسيحيين أو وثنيين عصيانا لأمر الحاكم (وربما استرزاقا) فتم سجنه وضربه بالعصي والحجارة، ثم أغرم ببنت السجان، ربما لم يرها أصلا ولكن طمع في أن يقوم أبوها بتهريبه، وفي النهاية قطعت رأسه، يا لها من قصة تدعو لأفسد الأخلاق. 
شتان ما بين مئات القصص النبيلة والراقية العربية الاجتماعية والعاطفية مثل قصة جميل بثينة وقصة كثير وعزة، وقصة ابن زيدون والولادة بنت المستكفي وكلها قصص مليئة بالأحداث النبيلة والعاطفية والأشعار الرائعة دونما دموية ودونما شذوذات أخلاقية ولا عاطفية ولا اجتماعية (أذكر أن ابن زيدون تبارز مع عاشق الولادة فانتصر عليه، لكنه قال له: لن أقتل قلبا خفق بحب الولادة، وقال: أخبروها أنه قتلني، فلما أخبروها بذلك صرخت وولولت...الخ) 
كل هذه العواطف وقصص النبل والأخلاق والعاطفة عندما تضعها في مقابل القصص الغربية الفاسدة أخلاقيا واجتماعيا وفكريا والفاسقة دينيا وغير الصالحة تربويا، عندها تعرف من هو الشعب الأصيل النبيل المرهف الأحاسيس سليم الذوق وفي المقابل تجد ثقافة وسخة وقذرة وفاسدة ولكن يتم إقحامها قسرا في أخلاق الإنسان السوي سعيا نحو تحويلة إلى نموذج غربي مشتق من القذارات التاريخية الغربية وطمس كل ما هو سام ونبيل وشاعري ونظيف على وجه الأرض

https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/2179639602279568/

No comments:

Post a Comment