Friday 5 April 2019

من وصايا الإمام علي في الحرب ومنع السلب

من وصايا الإمام علي في الحرب ومنع السلب 
في بداية هذا العام 2018 تعرضت للأذية بلا مبرر من أحد كبار قادة الدواعش المحليين المستحوذين على أحد المناصب العليا (بل على سلسلة مناصب)، والمتسترين بالحزبية والولائية المزيقة والمسمومة التي يتلبسون بها عقودا ليقنصوا من لا يروق بهم دون أن تسجل عليهم شبهة بل مظهرين أنفسهم على أنهم الشرفاء المتأنقين البريئين الوطنيين. وقد اضرني القيادي الداعشي بمبلغ كبير جدا كنت في أمس الحاجة اليه بالنظر لظروفي الخاصة جدا هذه السنة، علاوة على احتياجاتي العائلية الخاصة أيضا هذه السنة، وعلاوة على التزامات واستحقاقات ملحة جدا هذه السنة، لكن القناص الداعشي الناعم يتقن مهنته ويعرف أين ومتى وكيف يقنص بحيث يتسبب بأقصى ما يمكن من الأذى ويخرج مزهوا فرحا.
أقول هذا الكلام لكيلا يظن أحد أني على وفاق مع الدواعش وانني متعاطف معهم او مع غيرهم من قرنائهم أو نظرائهم.
المهم، رغم ضائقتي المالية فقد بدت الضرورة الماسة لشراء أثاث لمنزلي، وبالطبع فان خيارات الشراء من المفروشات المسلوبة معروفة، الا انني نحيت هذا الخيار واشتريت الأثاث من أحد محلات المفروشات في شارع خالد بن الوليد بدمشق. 
أقول هذا الكلام لأؤكد أنني أرفض ممارسات السلب أيا كانت تسمية الطرف الآخر اجتماعيا أم سياسيا أم عسكريا. السلب (التعفيش) مرفوض إسلاميا حتى لو كان من متاع عوائل العسكر المعادي أنفسهم، فما بالك إذا كان من متاع مجتمع آخر مهجر! 
بالدرجة الثانية أعتبر أيضا أن الشراء من المسلوبات هو سلوك غير سليم ومرفوض، وقد برهنت رفضي له بسلوكي عبر عدم الشراء من المسلوبات رغم معاناتي من القصور المادي، فلا يجدر بالمرء أن يخرج عقيدته لأجل سبب رخيص كهذا. 
أعلم أن الكثيرين سيعترضون ضد هذا الكلام، ولكنني أقول: أن موقفا مثل هذا الموقف كان أحد أهم أسباب انشقاق الخوارج عن الإمام علي، حيث قالوا: (كيف يأمرنا بمقاتلتهم ثم يمنعنا من سبيهم وسلبهم؟). ويتضح المبدأ من الحديث المشهور أنَّ علياً كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوّا فيقول: (فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم، فلا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلى رحال القوم، فلا تهتكوا الستر، ولا تدخلوا داراً إلا بإذني، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة إلا بإذني، وإن شتمنّ أعراضكم وتناولنّ أمراءكم وصلحاءكم). 
إذن، لم يكن هذا السلوك موقفا مشروطا بحالة معينة، بل كان نهجا دائما كما هو واضح من صياغة الحديث ومن تضافر وتواتر الأخبار المأثورة، وهكذا فمن سار على وصيته فهو على نهجه، ومن حاد عنها فقد حاد عنه.

https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/2085026548407541/

No comments:

Post a Comment