Sunday 10 September 2017

أول مرة سمع بها المواطن السوري بكلمة ترليون

أول مرة سمع بها المواطن السوري بكلمة ترليون 
أول مرة سمع بها المواطن السوري العادي بكلمة ترليون لم يعرف معناها ولا قيمتها العددية.
والأهم من ذلك أنه لم يسمعها ببشرى وإنما سمعها بتقدير كارثة.
لم يسمعها ببشرى وصول إجمالي الناتج المحلي في سورية إلى قيمة ترليون دولار،
ولم يسمعها بخبر مفرح عن اكتشاف ثروة باطنية بقيمة ترليون دولار،
ولا بخبر تنبؤ استثمارات ولا تبادلات تجارية ولا عائدات ولا مشاريع ولا شيء من قبيل ذلك بقيمة ترليون دولار.
وإنما سمعها بتقدير حجم الكارثة التي حلت ببلاده.
بالمناسبة أقول صحيح أن الترليون دولار لا يقصد بها فقط حجم الأبنية المدمرة فهذا يبلغ مقدار الخمس فقط من هذه الكمية وإنما يحتسب فيها فواقد الإنتاج والتكلفة البشرية والأعباء المترتبة وكل أنواع الخسائر المادية التي ما كانت لتحصل لولا الحرب. 
ترليون دولار كم صفرا هو؟ لقد كانت هذه حزورة وضعتها إحدى قنوات الأطفال بعد منشوري السابق بعدة أيام.
إنه اثنا عشر صفرا. 
ولكن أول مرة سمعها المواطن السوري كانت قبل الحزورة.
ترليون دولار هي القيمة التقديرية لحجم الكارثة التي ألمت بالوطن السوري.
حجم الحزن وليس حجم الفرحة، حجم الخسارة وليس حجم الربح، حجم الألم وليس حجم السعادة.
وهكذا قضي علينا أن نقضي عمرنا في إصلاح الدمار وحساب الخسائر ولملمة الجراح ومعالجة النفوس وتعزية بعضنا البعض. 
كله هادا كومة والتبجح بهذه الإنجازات كومة. 
كله هادا كومة واستعراض مراجلنا على بعضنا البعض كومة. 
حسنا... لا نريد منكم شيئا ولا تستطيعون لنا خيرا أبدا.
ولكن، حبا بالله لا تزيدوا على قلوبنا أعباء وأصداء إذ تكفينا همومنا اليومية التي سترافقنا حتى القبر وخزينا التاريخي الذي سيسم عصرنا وسيرافقنا إلى ما بعد القبر دهرا. 
نرجوكم اعفونا من وزر الصبر على كلامكم وأعتقونا من هم مجاملتكم في تبجحاتكم بإنجازاتكم.
حسنا... كما تريدون، أنتو شاطرين وحلوين، ماشي الحال، فهمنا، فهمنا جيدا... كفى... حبا بالله.


https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/1959468634296667/

No comments:

Post a Comment