Sunday 10 September 2017

أساسيات استراتيجية اللعب بمصائر الحكام

أساسيات استراتيجية اللعب بمصائر الحكام
دول المشرق عموما لا تتعامل مع الدول الأخرى بطريقة استعمارية واستيلائية وإنما تعمد غالبا إلى بناء علاقات منافع ومصلحة.
أما دول الغرب فإنها انطلاقا من ماضيها وعصور الاحتلال الغابرة تعتبر أن السيطرة على الوطن العربي ومقدراته هو حقها الطبيعي ولذلك فإن نشاطها الاستخباراتي على المستوى العربي الدولي هو سمة مميزة لاستراتيجية الغرب تجاه العرب حكومات ومجتمعات.
من جهة أخرى فعندما يكون الموضوع متعلقا بالمعركة بين الغرب والعرب فإن العمل الأمريكي الأوربي يكون موحدا ومنسقا ومتعاضدا بشرط واحد هو تقاسم المكاسب، ولذلك لاحظنا كيف أن فرنسا عام 2003 شاركت في الحرب على العراق رغم أنها كانت قد استعملت في جلسة مجلس الأمن المختصة حق النقض "القيتو" ضد الحرب على العراق، ذلك لأنها لم تكن راضية عن الحصة، فلما انطلقت الحرب متجاهلة فرنسا سارعت إلى المشاركة بها (أذكر حينها متأكدا أن الرئيس الفرنسي أشار إلى إمكانية استخدام السلاح النووي) راضية بما يمنحها التحالف وطبعا تحظى أمريكا دائما بحصة الأسد، لذلك استخدمنا اسمها كممثل يصلح لتجسيد مصالح كل تلك القوى من حكومات وشركات ومؤسسات اجتماعية.
س: عندما تقوم ثورة شعبية ضد حاكم عميل لأمريكا فلماذا تتخلى عنه بسهولة بل وتنقلب ضده بطريقة تدهشه هو نفسه؟
ج: إنها تفعل ذلك فقط عندما تكون قد نجحت في جعل قيادة الثورة من العملاء لها.
س: ولكن لماذا تعود أحيانا أمريكا لتأييد الحاكم العميل مجددا ضد الثورة؟
ج: إنها تفعل ذلك فقط عندما يحقق لها مكاسب ويعطيها وعودا ويقدم ضمانات تفوق ما تقدمه وتعد به المعارضة العميلة.

No comments:

Post a Comment