Sunday 10 September 2017

كلمة حرة ضد كلمة حرة وضد نظرية لن نتطور إلا أن يطورونا

كلمة حرة ضد كلمة حرة وضد نظرية لن نتطور إلا أن يطورونا
يحق لي في ملتقانا أن أقول كلمة حرة باللغة العربية كما يحق للنائب البريطاني المحترم جورج غالاوي أن يقول كلمة حرة على شاشات تلفزتنا العربية الوطنية بلغة اجنبية وتترجم للعربية مكتوبة.
ذلك البرنامج يعكس نمط تفكير في عقلية معهودة لدى جميع الحكومات العربية، تندرج تحت مسمى عقدة مزمنة مفادها: "لن نتطور إلا أن يطورنا أعداؤنا فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا".
إنني أكرر رفضي لهذه القناعة المغروسة في نخاع كل حاكم عربي وكل مسؤول عربي وأبدي عدم إعجابي بهذا البرنامج استنادا إلى عدة حيثيات:
1-لوكان غالاوي يتحدث باللغة العربية وبوضوح لقلنا نص مصيبة لكن أن تترجم كلماته على مدى ست سنوات، فهذا عيب.
2-هل إن الأربعمئة مليون عربي ليس فيهم يستطيع أن يدير برنامجا حواريا بكفاءة غالاوي؟ أم أنهم غير محتاجين لهذا العمل؟ أم هم منهمكون في أعمال أكثر أهمية وجدوى.
3-هل إن الأفكار التي يقدمها هي من الأهمية والخطورة والجدة بحيث لا يمكن لأي عربي أن يصل لهذا المستوى؟ إن أكثر الفيديوات مشاهدة هو رسالة غالاوي للعرب 74 ألف مشاهدة، ويقول فيها: "أنتم 350 مليون لغة واحدة دين واحد ارض واحدة..."، حسنا... فمن منا لا يعرفها منذ الطفولة؟
4-إن مجرد قيام أجنبي بتقديم برنامج توعوي هو تصريح بان المجتمع العربي لا يحتوي واعيا واحدا ليقول هذا الكلام ا"لنهضوي"، حسنا... فكيف إذن تعول على استنهاض شعب ليس فيه من ينطق باسمه الا مواطن "بريطاني".
5-ماهي المعلومات السرية التي اتحفنا بها طوال مئات الحلقات سوى معلومة ان سايكس وبيكو اجتمعوا بجوار مكتبه؟ بقية المعلومات عن فلسطين وعن أموال الخليجيين العرب وزناهم نعرفها منذ أربعين سنة.
6-هذه المنهجية في برنامج كلمة حرة على قناة الميادين يلخص نهج كل حكام الوطن العربي من احتقار الكفاءة المحلية والانبهار وبهرجة الكفاءة الأجنبية.
7-هذا البرنامج يقوم بتكريس الدونية تجاه المحتل السابق عبر التأكيد بعدم وجود كفاءات في الوطن العربي ولا ثوار ولا متكلمين ولا احرار ولا وعي ولا جرأة لتقديم برنامج كلمة حرة فهم مكبوتون عبر حكامهم الذين نصبهم البلد الذي ينتمي اليه غالاوي، وليت شعري أية جرأة في البرنامج تميزه عن أي برنامج آخر؟
8-ماذا لو افتتحت قناة جديدة باسم الباحات وجلبت مفكرا فرنسيا ليقوم بالنهضة الحضارية في وطننا العربي، وتلتها قناة اسمها الحلبات وجلبت نهضويا أمريكيا ليحررنا؟
عندما بدأت بكتابة المقالة تفكرت في أنه ربما هو يستجلب للقناة العدد الأكبر من المشاهدين؟ لكني لم أجد ذلك! بل هو كأي برنامج من برامج القناة. والعديد من برامج القنوات اللبنانية المحلية تحقق على يوتيوب عددا من المشاهدات تبلغ عشرة أضعافه (كلام الناس مثلا–مارسيل غانم)
وتفكرت في احتمال أن يكون شخص آخر يقدم البرنامج وبحثت عن إقبال المشاهدين على فيديوات بعض الشخصيات، وقد اكتفيت ببضعة شخصيات عربية لمقارنتها مع غالاوي: عبد الباري عطوان مقاطع الفيديو معه تحقق مشاهدات أضعاف برنامج كلمة حرة مئة مرة، كذلك كلا من سالم زهران ووئام وهاب تحقق ضعفه خمسين مرة، بل وحتى جورج قرداحي الخارق كان يمكنه تقديم البرنامج كونه انتقل للنشاط السياسي مؤخرا وليس بالضرورة أن يكون المقدم سياسيا ولديه أسرار بل يكفي أن يجلب الشخصيات المناسبة وينفذ الحوار

No comments:

Post a Comment