Sunday 10 September 2017

متى تنعتق الجمجمة من أسر القوقعة؟

متى تنعتق الجمجمة من أسر القوقعة؟
في جلسة دردشة ثنائية خاصة مع أحد الزملاء الدكاترة كنا نتناقش في شؤون البلد وما آلت إليه الأمور، وفي خضم الحديث قلت: نعم أعتقد بانه كان يمكن حل المشاكل في سوريا بتكلفة أقل مما حدث بكثير، فقال طبعا وهذا كذا ومذا...، فقلت له: للأسف تجد تجربة في بلد مجاور وفي فترة معاصرة ولا تجد من يستفيد من التجربة كما حدث في العراق وقد أخطا صدام في اتخاذ قرار الحرب ضد التحالف الدولي، فقال الزميل: لأ، لأ، لأ، صدام لأ، لأ، لم يخطئ، استغربت جدا ردة فعله الصارمة والنافية نفيا قطعيا، وذكرته بالموقف وذكرته كم توسط الحكام العرب خاصة مصر والأردن والخليج لمنع الحرب وخاصة مع وجود تجربة حرب سابقة 1991 مع نغس الأطراف كانت نتائجها كارثية ومريعة، لكنه ظل مصرا على نفيه لأ، لأ وانتهى الحديث.
الغريب في الأمر أنه يعتبر أن النظام في سوريا أخطأ رغم أنه لم يكن هناك تحالف عسكري دولي ضده ولا حتى أية دولة هددت بالهجوم، بل إشكالات داخلية محدودة، بينما هو لا يعتبر أنه من الخطأ التصدي لأربعين دولة بمن فيهم فرنسا التي اتخذت فيتو ضد الهجوم ومع ذلك عادت وشاركت في الهجوم الذي حاز على تغطية قانونية دولية. 
يعني المطلوب مني ان اعترف بأن النظام في سوريا أخطأ في المحافظة على الحكم فيكون الإجماع على ذلك، وأما خطأ القذافي وخطأ صدام فيكون موضع جدل ومواقف متباينة يتصدرها إصراره القاطع هو وكل من هم على شاكلته.
هذه هي الخلفية العقلية التي يفكر بها ذلك المثقف السوري الذي حاز على الدكتوراه وتغرب وسافر وعاشر الأجناس والعقائد واطلع على الحضارات وهو مدرس في الجامعة ولكنه لم يخرج من القوقعة القديمة رغم كل ذلك. 
إن كانت النخب التي من أمثاله كثيرة في مجتمعنا فلعمرك إن الطريق لطويلة جدا أمام مجتمعنا وأمتنا نحو الغاية التي ننشدها وهي التفكير والمحاكمة بمنطق الصح والخطأ بتجرد وحرية ومسؤولية أخلاقية وتقوى دينية أيا كانت الأطراف المعنية، وليس بمنطق هذا من جماعتي فهو على حق مهما فعل، وهذا ليس من جماعتي فهو على باطل مهما حقق من إنجازات


https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/1958797601030437/

No comments:

Post a Comment