Sunday 10 September 2017

معاهد التطوير الإداري علكة هواء وملهاة الرعاة والرعية

معاهد التطوير الإداري علكة هواء وملهاة الرعاة والرعية
العلوم الإدارية التي يتم تدريسها في معاهد التنمية والتطوير والتحديث الإداري هي آراء جدلية تحكمها وجهات نظر لا يمكن إثباتها ولا نفيها ولا تتضمن مفاهيم علمية مدعمة بالبرهان المنطقي أو الرقمي. وهي على غرار المثال الشهير حول وضع المرآة في البهو والتي تسرد عليها قصة فانتازيا تطويرية طريفة لزيادة نشاط العاملين. حسنا... فماذا لو طرح مطور آخر طريقة تعظيم نشاط العامل في الشركة بأن نقدم بسكوته للعامل كل صباح. أو أن نضع له موسيقى ترحيبية كل صباح؟ 
لا يمكن لكل جهابذة التطوير الإداري المعاصر والغابر أن يحكموا أي الطرق هي الأفضل. 
فكيف يتصرفون لمعرفة ذلك؟ يوزعون استبيانات ويسألون: أيها يعجبك أكتر؟ 
وتظهر نتيجة الاستبيان باهتة بمستوى دلالة تافهة لصالح البسكوتة. مع أنه قد تجري دراسة مماثلة في مكان آخر فتظهر أن الموسيقى أجدى، وقس على ذلك. 
هراء بهراء... فالموظف يحكم سلوكه ألف مؤثر منها يتعلق به أو بالبيئة أو بالعمل فما أدراك أن البسكوته هي اللي حسمت الموقف الإداري التنموي التطويري. 
ما كان ينبغي إغراق البلد بكل هذه المعاهد وكليات الإدارة وخاصة بمناهجها التي هي غالبا مفاهيم جدلية. فالقرار لم يعد بهذه السطحية حتى في المؤسسات الصغيرة، ولا بد لصاحب القرار من حسمه بالمنطق العلمي لمحتم 1+1=2؟ ومتى ما تمت مناقشته بهذا المنطق يكون مفهوما منتميا إلى علم آخر كالأساليب الكمية أو الإحصائية. أما الهراء والسفسطة عن الرضا والتحفيز فهي أمور يمكن أن يثرثر فيها أي شخص بأكثر مما يستطيع وزير التنمية الإدارية لعشر سنوات.
علم أو فن الإدارة المطبق في معاهد الإدارة هو أن يجلس طالب الآداب والاقتصاد والهندسة والطب... على نفس المقعد، وبمجرد أن يكتب المدرس رقما أو معادلة يتصارخ الطلاب واه وأواه رقم رياضي وتنهال الشكاوى للعمادة والرئاسة لأن الدكتور كتب رقما أو معادلة. وهكذا يمضي المدير المستقبلي حياته دون أن يرى شيئا منها، وعندما يصبح مديرا حقيقيا ويأتيه تقرير فيه جدول يصرخ: (أين الإحصائي أنا لا أفهم الأرقام)، وعندما يرى برنامجا يصرخ: (أين المعلوماتي أنا لا أفهم بالحاسوب)... الخ ويكون ألعوبة بين الموظفين المختصين من الهندسي إلى المعلوماتي إلى الإحصائي. ولكن هو يظل المدير لماذا؟ لأنه يهرف بالفرق بين تأثير البسكوتة والموسيقا.
هل من أجل ذلك تجلب مهندس المعلوماتية والعمارة والمدني والطبيب وتجعله يجلس على المقعد الدراسي يتكتف ويضيع وقته؟ بدلا من أن تعلمه مفاهيم علمية مثبتة ومعالجات والتحليلات البيانية والإحصائية وأمورا تجعله يدرك يقينا أنه استزاد علما وليس مضيعة وقت في هذا الهراء وليس أن تضحك عليه كما ضحك الدردريون على هذه الأمة ولا يزالون يضحكون وهم كما يبدو عائدون.
المثقف يضطر للجلوس على مقعد الدراسة من أجل أن يتعلم علما متقدما على علومه وليس هراء تتداوله أية جارتين في معرض الدردشة المطبخية. 
إن بداية اليقظة التنموية هي إغلاق جميع معاهد الإدارة وإن كان لا بد من دراسة مفاهيم الإدارة فيمكن تحويلها إلى مقرر دراسي واحد في كل اختصاص علمي مقترن بحيثياته: في الهندسة مقرر إدارة الشركات الهندسية، في الطب الإدارة الطبية أو إدارة المشافي الخ فقط لا أكثر. إن كل ما بتعلمه الطالب في المعاهد الإدارية لسنوات لا يعادل شهرا واحدا من الممارسة في الوظيفة.

https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/1953646401545557/

No comments:

Post a Comment