Friday 19 February 2016

مسائل مجردة بين شركات الصرافة والمصرف المركزي السوري

مسائل مجردة بين شركات الصرافة والمصرف المركزي السوري
إذا كان رصيدك أقل من رصيد منافسك واستطعت منافسته والتفوق عليه، فأنت بارع، وتزيد براعتك بقدر ما كان ينقص رصيدك عنه.
إذا كان رصيدكما متساو وقمت بإدارة المؤسسة بحيث تتفوق عليه، فأنت أذكى منه. 
إذا كان رصيدك يزيد عن رصيد منافسك فمن الطبيعي أن تستمر على تفوقك علبه وذلك إذا كنت أنت وإياه بنفس المهارة.
إذا كان لديك 18 مليار دولار ويوجد عشر أو خمسين شركة صرافة وهم جميعا ليس لديهم عشر رصيدك، فهل تستطيع إدارة سوق الصرف بحيث تتحكم بالسعر وتجعلهم يخسرون في أية لعبة يقومون بها؟ 
ستقول لي: "يا بروفيسور ليس الأمر بهذه السطحية"، وأقول: كلا، بل لعلك أنت الذي فهمت الأبعاد السطحية للموقف، فأكتفي بالإشارة إلى أن كل وسائل المساعدة معك والمناورة بالظروف العسكرية وتوظيف الإعلام واتخاذ الإجراءات الأمنية والقرارات الاقتصادية وإدارة الموارد المختلفة والضخ الخارجي للمعارضة...
حسنا، مسألة أخرى،
هل تستطيع إدارة العمليات بحيث تخسر ال18 مليار لصالح تلك الشركات القزمة وتضطر لاستعارة خمسة مليارات ثم غيرها ثم غيرها من من هنا وهناك ومن آخر وتجعل الأسعار بيد شركات الصرافة وتحت رحمتهم؟
هذه المسألة الأخيرة ليست سهلة.
فإذا حرقت النقود لا تربح شركات الصرافة، وإذا ضخختها مباشرة في السوق ينخفض سعر الصرف،
لكن يمكن أن تبيعها على فترات بالمزاد العلني لشركات الصرافة، ومن ثم هي تبيعها بسعر أعلى ومنها إلى السوق السوداء لتصبح هناك بنفس سعر الصرف الجاري، فتنتقل لهم دون إحداث أي تأثير حقيقي في السوق. وخاصة مع اتخاذ خطوات أخرى خانقة للعملة المحلية كل فترة، وأن تصرح أنك تقوم بالتجريب ولا تتبع استراتيجية محددة تجاه سعر الصرف، كما ولا تنس التصريح كل مرة بأنك ستمسح الأرض بشركات الصرافة.
وهكذا تعمل على انهيار العملة المحلية ليصبح 95% من الشعب تحت خط الفقر، وبالتالي تدفع إلى حمل السلاح كوادر جديدة -ممن لم يكن سابقا مقتنعا بالمبدأ- لكنه اضطر تحت ضغط المعيشة فاختار القتال على الموت جوعا.
كما وتضرب شركات الاستثمارات المحلية وذلك لأن أرباحهم تقزمت إلى الربع تقريبا حتى مع احتساب رفعهم للأسعار. ثم، وبحجة أن المؤسسات الحكومية عليها عقوبات أمريكية يمكن تزويد مجموعة من التجار بجزء مما تبقى من القطع الأجنبي بسعر مخفض ليستوردوا ما يضر بالمنتج المحلي أو منتجات ترفيهية وكمالية.
طرفة: يقول البعض انخفاض سعر العملة ينشط التصدير مقلدا بذلك خبراء الاقتصاد، ألا ينبغي أولا أن يوجد ما يتم تصديره؟

No comments:

Post a Comment