Monday 13 July 2015

رجال الدين في سورية ودورهم الإيجابي في معالجة الأزمة ودرء فتنة الربيع العربي

https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/662265100576597
انتهز الكثيرون الأحداث في سورية للتهجم العشوائي على الدين ورجاله ومفاهيمه. وبما أن الطرف المعادي يتخذ الدين شعارا أصبح الموقف لا يسمح لأحد بإبداء الرأي الموضوعي والدعوة للمنطق والقراءة المتعقلة للواقع. فلنتساءل: 
من هي الشخصيات الأولى التي تصدت للمعارضة "السلمية" قبل "اللاسلمية"؟ إنهم رجال الدين!
من هو أول من قال: كيف نسير وراء دعوة مجهولة على الفيسبوك لا نعلم قائلها ولا الهدف منها ولا المستفيد منها؟ الجواب: رجل دين.
من هو أول وأشد شخص فند وفضح الفكر الديني التفريقي والمتطرف للجهات الداعمة للفوضى؟ إنه رجل دين!
لقد حملوا اللواء عدة أشهر وهـُددوا واستشهدوا قبل غيرهم، فلا مبرر لإلصاق التهم بالدين ورجاله. فعندما تتهجم فخصص النصيب الأكبر للذين تأخروا بعدهم أشهرا وقل أنهم أقل وفاء ووطنية بقدر ما تأخروا. بل، والحق يقال أن الغالبية من هؤلاء (بمن فيهم المتهجم على الدين) لم يحسم قراره بالوقوف إلى جانب الحالة الوطنية إلا بعدما شاهدوا سلوك رجال الدين، وخاصة خطب الشهيد البوطي رحمه الله. 
كان رجل الدين يحارب بكل قدراته لتأييد مصلحة الوطن علما أنه (غالبا) لا يشغل منصبا حكوميا ولا يتزلفه. بينما الآخر الذي يحتل منصبا مرموقا بقي متلبسا لم ينبس ببنت شفة إلا بعد عدة أشهر حين اتضح أن الهيجان لن يسفر عن انقلاب جذري، عندها تمنن على الناس برأيه وظهر متعذرا... الخ. والأمثلة كثيرة، لكن الأفضل ألا نضطر لذكر الأسماء. بل، لم الغوص بعيدا؟ حتى اليوم (خاصة عندما يحدث خلل) يكون موقف رجال الدين هو الناظم ضمنيا للموقف العام حتى لهؤلاء أنفسهم المتهجمين على الدين استعراضا وتطاولا.
أبعد من ذلك، روج البعض لفكرة إلغاء مادة التربية الدينية من المدارس-منتحلا الفكرة من مؤتمر حدث في مصر. وأقول: ما رأيك أن اقدم-أنا الأكاديمي العلمي-رأيا بالعكس، وهو زيادة الاهتمام بالتربية الدينية؟ وذلك بالاستناد إلى المنطق التالي: 
لكي تضبط سلوك المجتمع فلا ينبغي أن تضرب المنظومة التي تحكمه بل أن نعززها.
وأضيف: ينبغي أن نعلم الأجيال الدين الصحيح فذلك أفضل من أن نتركهم للآخرين فيعلموهم الخطأ.
وأزيد: عندما تطعن برجال الدين السوريين وإجماعهم فأنت بذلك تدعم متدينين آخرين مضادين.
وزيادة أخيرة لقد تبت أن شريحة رجال الدين في سورية هي الشريحة الأكثر وفاء ووطنية.
هل هناك من يريد زيادة أيضا؟ لا أظن، ولا داعي...

No comments:

Post a Comment