Friday 5 April 2019

نماذج محلية لاستنساخ الحركة الصهيونية

نماذج محلية لاستنساخ الحركة الصهيونية 
شاهدت الكثير من المنشورات المعادية للعروبة والمعادية للإسلام، وهي تحظى بالكثير من الإعجابات والانتشار، وهي بحجة معاداة التطرف وعلى أنها موجهة ضد داعش والنصرة والقاعدة والتطرف الديني، لذلك انجرف معها الكثيرون عن حسن نية. ولكن ما تفاجأت به هو تأسيس حركات ومنظمات مختصة بهذا الفكر المعوج. فبعدما جاملهم الكثيرون وانجرف في تيارهم الكثيرون صاروا الآن يفكرون بتنظيمها في حركة منظمة وربما تيار سياسي وربما حزب نظامي.
تلك الحركات التي تنطلق بشكل أساسي من منطق معاداة العروبة والإسلام وإحياء الممالك الوثنية البائدة وأحيانا تحت قيادة شخص مسلم عربي (شكلا) هي نموذج صريح واستنساخ واضح فاضح للحركة الصهيونية اليهودية. فالحركة الصهيونية نبشت تاريخا مندثرا ولغة مندثرة وفكرا مندثرا معظمه مفبرك وأسست دولة بناء عليه. وتلك الدولة الصهيونية ما كانت لتصمد يوما (ولا لتنشأ أصلا) لولا الإغداق العالمي عليها بالأموال والسلاح والدعم السياسي والديمغرافي وبكل ما يبتغى ويلزم ويرام.
وبالطبع فإن هذه الحركات المحلية في سوريا ستحظى أيضا بدعم مماثل، وغدا ستجد الحركة السورية الآرامية، والحركة السورية الآشورية، والحركة السورية الفينيقية، والحركة السورية الهلنستية، والحركة السورية الأوغاريتية، والحركة السورية البابلية وهلم جرا. وأنت إن انخرطت مع أي منهم فإنك كما قبلت على نفسك أن تسلخ سوريا من محيطها العربي الممتد ثلاثة آلاف سنة فبنفس الحجة ينبغي عليك أن تقبل بسلخ امبراطورية أوغاريت عن اللاذقية مثلا، وبسلخ امبراطورية ماري عن الجزيرة الفراتية، وبسلخ امبراطورية تدمر عن حمص، وبسلخ امبراطورية معلولا عن دمشق... واسلخ سلخا وراء سلخ، وافرح بسوريا الجديدة: امبراطورية باللغة الأوغاريتية وامبراطورية باللغة السريانية، وامبراطورية باللغة الآرامية... كل أمم التاريخ تجد منها قصاصة في بلدك.
إنني أدعو كل من لديه حس بالمسؤولية الوطنية إلى نبذ هذه التيارات والحركات، وعدم القيام بأية حركة تفاعل معها. ومن كان منجرفا في غمرة الحملات اللاواعية فلينتبه، وليتوقف عن المجاملة، وعدم الإعجاب بأي منشور، وعدم الانضمام لأية مجموعة، وعدم المشاركة لأي منشور، وعدم التعليق المؤيد ولا إظهار أي تفاعل، والتعامل معها على أنها ظهور صريح معرب لأنشطة أعضاء كتيبة أفيخاي الصهيونية.
من كان يريد امبراطورية آرامية فليكتب باللغة الآرامية، ولا يدعو للامبراطزرية الآارامية مستخدما اللغة العربية، كما فعل اليهود حين تفاهموا باللغة الإتنكليزية ليصمموا اللغة العبرية.
هذه المقالة ليست مجرد ملاحظة هذا بيان للتاريخ، هذه حركات أسوأ على وطننا من الحركة الصهيونية، وأسوأ من داعش وأسوا من كل التيارات الفكرية والعسكرية التي ظهرت في السنين العجاف التي تمر بها سوريا حاليا والتي لا تزال تنتج مثل هؤلاء الصهاينة المحليين.
وأكرر: أن هذه الحركات في القوانين السورية هي خيانة عظمى ولكن ضعف الدولة وتهلهل الأحزاب الوطنية واختراقها سمح لهذه الشياطين أن تنبق برؤوسها وتجاهر بنعيقها. والغريب العجيب أن يقوم شخص مسيحي بتأسيس حزب عربي من المحيط إلى الخليج (كحزب البعث)، بينما ينبري أشخاص يحملون أسماء عربية إسلامية لتأسيس امبراطورية آرامية وفينيقية وهلنستية وأمثال ذلك من التخريصات المريضة المفيرسة والأفيخايوية.


https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/2048815282028668/

No comments:

Post a Comment