Wednesday 8 June 2016

هذه الهضبة الصخرية الرائعة المواجهة لقريتي اسمها "ضهر الحفة"



هذه الهضبة الصخرية الرائعة المواجهة لقريتي اسمها "ضهر الحفة"
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=796946457108460&set=a.664505043685936.1073741831.100003793383044&type=3

هذه الهضبة الصخرية الرائعة المواجهة لقريتي اسمها "ضهر الحفة"، إنها أجمل هضبة شاهدتها خلال تجوالي في بلدي وفي العالم. أجمل من جبل قاسون بكثير انظر إليها واحكم بنفسك بلا تحيز. انظر توضعها الرابض والاستقرار الصخري المهيب والتناظر الجمالي الرائع. كلما استيقظنا صباحا تستقر عيوننا عليها وتبدأ أشعة الشمس بالظهور عليها ثواني قبل أن تلامسنا وقد تهيأنا لها بعدما رأيناها تقبل الهضبة الصخرية. 

كنت أتخيلها في طفولتي عندما كنا نقرأ: "لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"، وأقول لنفسي: "سبحان الله جبل من الصخر كهذا يخشع لكلام الله وبعض الناس لا يؤثر فيهم". وكنا في طفولتنا نظنها نهاية الدنيا وإذا ذهبنا إليها نستطيع لمس السماء. وهي مليئة بالعجائب الطبيعية، تتضمن عدة مواقع فيها تعتبر من العجائب الطبيعية وأذكر بعضا منها كانت توجد في الجهة الغربية:
"كور الهوى" وهو تجويف صخري يتسع لعدة أشخاص كنا نجلس فيه بضعة دقائق في قيظ الصيف فنخرج منه ونحن نرتجف من البرودة.
"سرداب صخرة المي" وهو سرداب غائص بضعة عشر مترا في الأرض كنا ننزل فيه صيفا لنجد صخرة المي تقطر ماء نجمعها في حفرة صغيرة يشرب منها شخصان أو ثلاثة كانت تستجمع حوالي كأس ماء باردة كل ربع ساعة تقريبا. 
ومن أهم مميزات هذه الهضبة أن لها مأثرة تاريخية راسخة في أذهان كبار السن. ففي عصر الاحتلال الفرنسي لم يتمكن جيشهم من الوصول للقرية نظرا للوديان الوعرة التي سمحت للمقاومين بالتصدي لكتائبهم العديدة. فلإخضاع القرية نصب الفرنسيون المدافع على الهضبة وقاموا بإطلاق القذائف على البلدة لمدة أسبوع، وخلاله لم يتمكنوا من تحقيق شيء، سوى كسر خابية زيت وقتل حمار. 
ما يظهر في الناحية اليسرى من الهضبة هو مقلع صخري جلبه قتلة الطبيعة وهو ينهش بها منذ ثلاثين عاما، وبما أن: "كل شي ببلاش كتر منه"، فقد تلاه مقلع آخر من الجهة الشرقية. موقع كل مقلع كانت أرضا زرعة ممتازة أذكرها مزروعة تموج بسنابل القمح. هذه المقالع تقوم بتنغيص الحياة وتنكيد العيش على أهل القرية منذ ثلاثين عاما، لا يهنأ ناسها لا بالطعام ولا بالشراب ولا باللباس من كثرة الغبار الذي يمطر القرية ويتلبد على الأشجار حتى أنك عندما تعود من جني المحاصيل تكون مغمسا بالوحل والغبار جسدا ولباسا مما يستجلب الأوبئة للبشر والشجر ويزيد تكاليف النظافة على الجميع. كنا نعود من قطاف الزيتون وأجسادنا وملابسنا عبقة بعطر شجرة الزيتون النقية المنعشة. وبعد المقالع صار جني الزيتون معمعة غبار تتلبد على الثياب والجيسد والثمار بشكل لا يوازية ثلوث إلا التلوث الإشعاعي. ناهيك عن التفجيرات الصخرية المستمرة التي تقلق الناس طيلة عشرات السنين. وغبار المقالع وتفجيراتها ومستلزماتها تسببت في انقراض أعشاب وتيبس أشجار وظهور وباءات واتساخ المنطقة وتشويه الطبيعة وتعكير المناخ وتبعات أخرى عديدة، لدرجة أنك لم تعد ترغب بالذهاب للقرية كونها أصبحت أكثر تلوثا من المدينة بمرات.
إنها أولا عملية نهب وثانيا تنغيص حياة مجتمع بشري كبير، وهي إساءة للبيئة وتلوث مريع غير قابل للاحتمال وهي إبادة لمعلم طبيعي رائع، فالهضبة نادرة طبيعية ولا تزال في حوافها أخاديد المياه التي تشير إلى ضفاف الأنهار التي كانت تحكها منذ ملايين السنين. ولغاية اليوم تم القضاء على عدة مواقع فيها من عجائب الطبيعية.
ولعل استهداف إزالة هذه الهضبة يندرج ضمن حملة العصابة المتفرنسة (المسيطرة حاليا) التي تحمل حقدا خاصا على هذه الهضبة الصخرية الشماء الأبية

No comments:

Post a Comment