Friday 19 February 2016

اشترت إحدى النساء قطعة قماش بسعر المتر خمسين ليرة


https://www.facebook.com/haidar.abbas.182/posts/569383273198114
اشترت إحدى النساء قطعة قماش بسعر المتر خمسين ليرة وشاهدتها جارتها فأعجبها القماش وذهبت في اليوم التالي لشراء قطعة مماثلة فطلب منها البائع خمس وأربعين ليرة فقالت له لا والله لا أدفع لك إلا خمسين ليرة فضحك (وهي لا تفهم السبب) فأصرت عليه وقالت له لا تغشني فجارتي بالأمس اشترتها بخمسين ليرة ولن أدفع سوى خمسين ليرة...وهكذا تجادلوا... 
وهي حادثة حقيقية وليست تخيلا. 
والسؤال هل من المعقول أن تعطي شخصا المحروقات بمبلغ ثمانين ليرة فيقول كلا بل نريدها بمئة وخمسين؟؟. هذا ما حدث عندما طلب بعض الصناعيين السوريين من الدولة رفع الدعم عن المحروقات. وهنا نشير إلى النقاط التالية: 
أولا-السبب في طلب الصناعيين رفع الدعم عن المحروقات ليس لأنه الخيار الأفضل اقتصاديا لهم وإنما من أجل أن يتوفر، فإذا كان الصناعي مخيرا بين سعر المازوت بثمانين ليرة وهو غير متوفر وبين مئة وخمسين ليرة وهو متوفر فإنه مضطر للقبول بالحالة الثانية 
ثانيا- إن الصناعي عندما يحصل على المحروقات بسعر مرتفع فإنه لن يدفع الفرق من جيبه، فهو لن يترك سعر السلعة المنتجة على حاله بل سيضيف الفرق الذي تكلفه إلى سعر السلعة. أي سيأخذ القيمة التي دفعها زيادة على تكلفة إنتاج السلعة من جيب المواطن. 
بالنتيجة لن يتمكن من بيع منتجاته داخليا على المنوال السابق فيلجأ للتصدير لكنه أيضا لن يجد مخرجا لأن سعرها لم يعد منافسا... وتتأزم الصناعة... فيظهر على الشاشة صناعيون آخرون (غير الذين طالبوا برفع الدعم) للتشكي ويقولون أنهم تضرروا بسبب فقدان الدعم الذي كانوا يتلقونه سابقا، ويظهر اقتصاديون جدد ليفسروا الأزمة بأن رفع الدعم سيرفع الأسعار وبالتالي تراجع حجم المبيعات.

No comments:

Post a Comment