Monday 22 February 2016

خدعة الحصار الاقتصادي 25-1-2016

1 comment:

  1. خدعة الحصار الاقتصادي الذكية والفعالة
    الحصار الاقتصادي على أي بلد هو خدعة جديدة ذكية يتم توظيفها بشكل ناجح من قبل الشركات الغربية. وتسارع المنظمات العالمية إلى تطبيق الحصار على البلدان الأخرى متذرعة بأي سبب.
    الشركات لا يناسبها الحصار الاقتصادي على أي بلد فهو يؤذيها. إنه يحرمها سوقا كبيرة، إنه حصار على تسويق منتجاتها، بينما هي لا تريد ذلك، إنما هي تستبسل في البحث عن أية سوق في أية قرية، ناهيك عن سوق شرهة لدولة كاملة. وخصوصا مع احتدام التنافس على الأسواق والتسويق والبحث عن الربح، بأي ثمن، من أي مكان، بأية وسيلة، فلا يوجد شركة يناسبها الحصار الاقتصادي. الشركات مصانعها تنتج المنتجات كالمطر ولا يناسبها الحصار إنهم يريدون التسويق والبيع فما العمل؟ وكيف يجري التسويق في حالة تطبيق الحصار على دولة معينة؟.
    إنهم يعملون التفافات ليستفيدوا من الحصار بطريقة فائقة الفعالية، حيث يتسللون إلى بعض الأشخاص المتعاونين معهم في البلد، أعدوا مسبقا ممن هم قد يكونون في مواقع حكومية، ويسهلون لهم تناول هذه المنتجات حسب الكميات اللازمة وبأية شروط وبأية مواصفات، وبما أنها أصبحت ممنوعة فهي ندرة وهي مرغوبة فيتم بيعها غالبا بأبهظ الأسعار مما يزيد هامش الربح نظرا لميزة أنها تدخل بدون تكلفة الجمركة. وهؤلاء الذين يجلبون السلعة يظهرون على انهم ابطال خرقوا الحصار وأمنوا احتياجات الشعب وقوته.
    الأنكى من ذلك أن حكومة البلد تكون فرحانة ومسرورة وشاكرة للعميل، ذلك لأن السلع الممنوعة عليها بسبب الحصار متوفرة للشعب بفضل العملاء. وأيضا يكون الشعب مسرورا لتوفر السلعة، والتجار مسرورون لأنهم يشتغلون بنشاط أكثر وربحية أكثر وفضاء تلاعب احتكاري وتسويقي مفتوح على مصراعيه، والمسؤولون الحكوميون مسرورون فهم في منأى عن ثورة الشعب عليهم- وأما الشركات الأجنبية فهي الأكثر سرورا وهي نقوم بالتسويق مثل الحالة الطبيعية وأفضل.
    ففي واقع الامر أنه أثناء الحصار تجد أن الشركات قامت بتسويق منتجاتها في البلد بأفضل الاسعار وبدون تكلفة جمركية وبشراهة استهلاكية زائد لأن الناس لا يستهلكون فقط بل يشترون ويخزنون لظنهم أن السلعة قد تفقد في أية لحظة، خصوصا مع تطبيق ألاعيب المد والجزر والإشاعات. وأما الدولة المحاصرة فانحرمت من عائدات الجمركة. وانظر مثلا، فنحن في سوريا في حالة شقاق وصدام وقطيعة وحصار ثنائي الطرفين بل تقريبا حالة حرب مع تركيا، وبالمقابل نحن في حالة تلاحم وتعاضد وتعاطف مع روسيا. بينما تبحث السوق كله عن قطعة تبديل لسيارة روسية فلا تجد الا قطعة تركية.
    هذا هو توصيف الحصار الاقتصادي معناها ادخال السلع بطريقة التهريب مع حرمان البلد من العائدات الجمركية. لذلك لا تكاد تجد سلعة كانت موجودة قبل الحصار الا وهي موجودة بعد الحصار. ولكن نعم يتم تطبيق جدي للحصار الاقتصادي فيما يتعلق بالسلع التنموية، حيث تفقد بعض السلع التي هي ذات فائدة تنموية وليست استهلاكية أي تمنع السلع التي يمكن أن تكون مفيدة تنمويا فهذه فعلا قد يتم التشديد على حظرها. وعلى العكس يزخر السوق بالسلع الكمالية التي تضيق الخناق على المواطن في البلد.

    ReplyDelete