Friday 5 April 2019

منع المساس بمجمع الأحاديث المسمى صحيح البخاري

منع المساس بمجمع الأحاديث المسمى صحيح البخاري
لا أشك في أن الكثيرين سيقولون لي ضمنا أو جهرا: خذ البخاري ومسلم وشركاؤهما حتى تشبع منهما، لأن المجتمع اليوم قد تم مسخه وتجهيزه لإطلاق الدعوة بالتخلص من مجامع الأحاديث صحيحي البخاري ومسلم. فأطلقت الدعوات بأنهما غير موجودين أصلا، وأما ما يوجد منهما بشكل مطبوع فأطلقت الدعوات لإعادة كتابته، وفي الحالتين الوصول إلى فناء المرجع المسمى البخاري الذي عاش بضعة عشر قرنا. 
مرجع البخاري ليس سبب تخلف الأمة إنما العقول العفنة والعميلة والعوجاء هي سبب تخلف الأمة، فالإنسان الحصيف المتزن يقرأ أي كتاب وأية فكرة ويبقى عقله سويا، وأنا قرات التوراة والانجيل وكتب الحاد وفكر وثني ومقالات إلحاد ومقالات فجور واشاهد أفلامهم ولكني لا أتبنى فكرها وإنما أغربلها في فكري وأستنتج منها حسب محاكمتي ومنطقي فأنا لست الة تسجيل تنمسخ تلقائيا حسب ما تقرؤه. 
هذان الكتابان هما مرجعان تاريخيان أساسيان في غاية الأهمية بكل ما فيهما سواء كانا صحيحا أم خاطئا، وأرفض المساس بأي منهما.
وأما بخصوص دعوات التنقيح والتعديل فإنني أيضا أعتبر ضرورة الحفاظ على الأحاديث المشبوهة على حد سواء مع الأحاديث الصحيحة. لأنها مستندات تاريخية تفسر المسلكيات الخاطئة التي حدثت بسببها، وهي تثبت أن مجمع الأحاديث ليس قرآنا بل هو تجميع بشري يحتمل الخطأ أما تنقيحه والحفاظ فقط على الأحاديث العصرية فهي كارثة تجعل الناس أمام كتاب إنساني ديني يناظر القرآن. 
إن الادعاء بعدم وجود مخطوط البخاري قد يدل على أنه تم الاستيلاء على جميع المخطوطات لكتاب البخاري أيام الاحتلال الأوربي للمناطق العربية الحاوية لهذبن المرجعين وأنه تم التخلص منها تماما. وفي سياق ذلك نفهم إذن سر الحملات المستمرة منذ عدة عقود والتي تجري بشكل محموم ومسعور ضدهما والتي أعدت جيلا كاملا جاهزا لفكرة حرق مجمع الأحاديث صحيح البخاري. 
البخاري بمقام الكتب المقدسة لدى الطوائف الدينية الأخرى فهو مرجع ديني كتبه أناس بعد النبي، وفيه من الأخطاء الدينية والعلمية والتاريخية الكثير ولكن هذا لا يعني السماح بشطبه من التاريخ ومن التراث.
ان هذه الدعوة هي دعوة لقطع مجموعة من الجذور والمفاهيم التاريخية والدينية والعقائدية. واعتبر ان النجاح في حرق البخاري أو تنقيحه او المساس به هي بداية القضاء على التراث العربي والإسلامي وتحويله إلى أوهام صنعها الأدباء الأمويون والعباسيون. وهذه المنهجية يؤيدها مجموعة من المفكرين الذين أسميتهم في مقالة سابقة بالانسلاخيين. 
البخاري مرجع تاريخي ومرجع ديني وتراث عظيم عاش معه عشرات الأجيال الإسلامية ونحن بحاجة له من أجل الدين والتاريخ والثقافة، وأعتبر أن وجود بضعة أحاديث خاطئة علميا أو دينيا أو تعارض القرآن (يتم التهييج عليه بسببها) ليس مبررا لحرق البخاري. 
وبخصوص توجيه مطالبات إلى الازهر منذ ثماني سنين (مما يدل على شبه اقتناع) لتنقيحه ادعو الى رفض المساس بحرف واحد من البخاري، والعجب ممن نصبكم أوصياء على الأزهر لتعليمه ما ينبغي عمله في الدين. 
ومن حسن الحظ أن فكرة التخلص من صحيح البخاري لم تخطر ببالهم إلا مؤخرا، وإلا فإنه لو أطلقت هذه الدعوة منذ مئة سنة أيام احتلال بريطانيا وفرنسا وإيطاليا للوطن العربي لكان بسهولة تم الاستيلاء على جميع المخطوطات وحرقها. 
مجمع أحاديث البخاري (ومسلم وغيرهما) هو مرجع ديني وتاريخي وثقافي أساسي يجب عدم الاستجابة لأي دعوة من الدعوات المتعلقة بشطبه أو إنكاره أو تعديله


https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/2174457016131160/

No comments:

Post a Comment