Sunday 10 September 2017

المبيد الاقتصادي هو مدمر العملة الوطنية

المبيد الاقتصادي هو مدمر العملة الوطنية 
مسألة تدمير اقتصاد بلد هي مسألة صعبة، وخاصة في بلد كسوريا أو العراق أو تركيا أو أي من البلدان التي تمتاز بتعدد المرتكزات الاقتصادية وبالموقع الاستراتيجي. فتدمير الاقتصاد يتطلب العمل على عدة جبهات اقتصادية وتجنيد الكثير من الكوادر وإعداد البرامج الدقيقة والمتابعة والمراقبة المستمرة وهذا يستغرق وقتا ويتطلب موثوقية عالية بالبرامج وبالمنفذين مما يهدد بفشل المهمة أو انكشافها عند أي منعطف. فتدمير كل قطاع منها يحتاج لسلسلة طويلة الأمد من الإجراءات المتراكمة ووضع مطبات تدميرية وينبغي تنفيذها قبل أن تنكشف مخاطرها لأحد وألا تنكشف إلا بعد أن يصبح التخلص منها أو تجاوزها يتطلب تكلفة مبهظة.
وكذلك من جهة أخرى فإنك إن دمرت قطاعا معينا فقد تلجأ الفعاليات الاقتصادية للتعويض عبر اللجوء لقطاع آخر. فإن دمرت السياحة يلجؤون للزراعة وإن دمرت الزراعة يلجؤون للصناعة...الخ وخاصة لشعب حيوي كالشعب السوري، فالمسألة إذن متعبة، ثم إنه قد تنكشف عناصرك العميلة التي دسستها لتنفيذ هذه البرامج فيذهب المجهود والنفقات هباء.
لكن الحل موجود فأنت لست بحاجة لكل تلك الجهود والنفقات والكوادر، بل يكفي أن تتمكن من إيصال شخص إلى موقع واحد محدد هو موقع القرار النقدي.
قطعة النقد هذه هي قطعة يكون كل الاقتصاد متمحور حولها ومقاس بها. وكل النظم والعلاقات المالية متوازنة بسبب اعتمادها عليها كقيمة معيارية. 
أين الثغرة؟ الثغرة هي أن قطعة النقد هي قيمة اصطلاحية لم تعد كالسابق مكافئا ذهبيا وإنما هي حاليا ورقة يتحكم بها وضع البلد وليس قيمتها موجودة فيها ذاتيا أو مقاسة بقيمة المكافئ من الذهب.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن اللعب بها لا يكتشفه العامة فتخيل لو أصدر الحاكم قرارا بتخفيض الرواتب بنسبة عشرة بالمئة لجن جنون الناس بينما عندما يرتفع التضخم بنسبة مئة بالمئة فلا يكاد أحد ينبس ببنت شفة تقول "تضخم" وانتهى الأمر.
لماذا لا يثير التضخم المشاكل الحادة؟ لان المواطن كان يتقضى راتبا مقداره الكمي لازال ثابتا وبالتالي فهو لا يدرك أنه تم تخفيض رابه للنصف أو لا يستطيع أن يتهم بذلك.
اذن لتدمير الاقتصاد وخلخلة التوازنات انت بحاجة فقط لتدمير قيمة العملة الوطنية.
تدمير قيمة العملة الوطنية يخلخل كل التوازنات الدقيقة التي تحكم الاقتصاد والعلاقات العامة في البلد وتدمر كل القطاعات الاقتصادية دفعة واحدة.
وهكذا ينبغي عليك إيصال شخص لكي يقوم بتنفيذ هذه اللعبة، شخص مضمون تلقنه طريقة الوصول وأشخاص الإيصال، شخص تلقنه خطوات المسير وعبارات السر لكل موقع ومفتاح كل شخص كما هو الحال في القصص الخيالية نحو الموقع المطلوب. 
تدمير العملة الوطنية هو أشد وقعا على الاقتصاد من فقدان آبار النفط ومن التكاليف العسكرية ومن الحصار ومن كل الإجراءات التي كانت بدورها تزداد حدة بسبب الاستجابة الداخلية لها وبسبب ترافقها مع تدمير العملة المتسارع.
ولذلك قال بروفيسور في الاقتصاد من جامعة دمشق ‏أ.د. حيدر أحمد عباس‏ أن ضرر منهجية الشخص الوسيم الأنيق (الفرنسي أندريه مايار) في تدمير العملة المحلية كان أشد وقعا تدميريا وشاملا على الاقتصاد من ضرر الغوريلا "داعش" التي كان تدميرها محدودا.


https://www.facebook.com/groups/multaqadrs/permalink/1952053505038180/

No comments:

Post a Comment